للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿قَال رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (٨) قَال كَذَلِكَ قَال رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيئًا (٩)

هذا تعجب من زكريا حين أجيب إلى ما سأل وبشر بالولد، ففرح فرحًا شديدًا، وسأل عن كيفية ما يولد له، والوجه الذي يأتيه منه الولد، مع [١]- أن امرأته عاقر لا تلد من أول عمرها مع كبرها، ومع [٢] أنه قد كبر وعتا، أي: عَسَا عظمه ونحُل، ولم يبق فيه لقاح ولا جماع. والعرب تقول للعود إذا يبس: عتا يعتو عتيًّا وعتوًّا، وعسي يعسو عسوًّا وعسيًّا.

وقال مجاهد (٢٠): ﴿عتيًّا﴾ بمعني نحول العظم. وقال ابن عباس (٢١) وغيره: ﴿عتيًّا﴾ يعني الكبر. والظاهر أنَّه اخصّ من الكبر.

وقال ابن جرير (٢٢): حدثنا يعقوب، حدثنا هشيم، أخبرنا حصين، في عكرمة، عن ابن عباس قال: لقد علمت السنة كلها، غير أني لا أدري أكان رسول الله، ، يقرأ في الظهر والعصر أم لا، ولا أدري كيف كان يقرأ هذا الحرف: ﴿وقد بلغت من الكبر عتيًّا﴾ أو عسيًّا.

ورواه الإمام أحمد (٢٣) عن سريج [٣] بن النعمان. وأبو داود عن زياد بن أيوب، كلاهما عن هشيم، به.

﴿قال﴾ أي الملك مجيبًا لزكريا عما استعجب منه ﴿كذلك قال ربك هو عليّ


(٢٠) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥١)، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤/ ٤٦٨) إلي عبد بن حميد وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٢١) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥١)، والحاكم (٢/ ٣٧٢) بنحوه، وسكت عليه، وضعفه الذهبي، وقال: قال أحمد بن حنبل: محمد بن زياد اليشكري الطحان كذاب خبيث يضع الحديث، وابن شجاع من ضعفاء المراوزة.
(٢٢) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥١).
(٢٣) - أخرجه أحمد (١/ ٢٥٧، ٢٥٨)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب: القراءة في الظهر والعصر، حديث (٨٠٩) (١/ ٢١٤) طرفه الأول.