للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هين﴾ أي: إيجاد الولد منك و [١] من زوجتك هذه لا من غيرها ﴿هين﴾ أي: يسير سهل علي الله.

ثم ذكر له ما هو أعجب [] [٢] مما سأل عنه، فقال: ﴿وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيئًا﴾ كما قال تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيئًا مَذْكُورًا (١)

﴿قَال رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَال آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَويًّا (١٠) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (١١)

يقول تعالى مخبرًا عن زكريا أنه ﴿قَال رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً﴾ أي: علامة ودليلًا علي وجود ما وعدتني، لتستقر نفسي، ويطمئن قلبي بما وعدتني، كما قال إبراهيم : ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَال أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَال بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾، ﴿قال آيتك﴾ أي: علامتك ﴿أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَويًّا﴾، أي: إن تحبس لسانك عن الكلام ثلاث ليال، وأنت صحيح سوى من غير مرض ولا علة.

قال ابن عباس ومجاهد، وعكرمة ووهب، والسدي، وقتادة (٢٤)، وغير واحد: اعتقل لسانه من غير مرض.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (٢٥): كان يقرأ ويسبح، ولا يستطيع أن يكلم قومه إلا إشارة.

وقال العوفي عن ابن عباس (٢٦): ﴿ثَلَاثَ لَيَالٍ سَويًّا﴾ أي: متتابعات.

والقول الأول عنه، وعن الجمهور أصحّ، كما قال تعالى في آل عمران: ﴿قَال رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَال آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إلا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ [٣]


(٢٤) - أخرجه عنهم الطبري (١٦/ ٥٢ - ٥٣).
(٢٥) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥٢)، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤/ ٤٦٩) إلي ابن أبي حاتم.
(٢٦) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥٣).