للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾.

وقال مالك عن زيد بن أسلم (٢٧): ﴿ثَلَاثَ لَيَالٍ سَويًّا﴾ من غير خرس.

وهذا دليل علي أنه لم يكن [١]، يكلم الناس في هذه الليالي الثلاث وأيامها ﴿إلا رَمزًا﴾ أي: إشارة؛ ولهذا قال في هذه الآية الكريمة: ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ﴾ أي: الذي بشر فيه بالولد ﴿فَأَوْحَى إِلَيهِمْ﴾ أي: أشار إشارة خفية سريعة ﴿أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ أي: موافقة له [] [٢] فيما أمر به [٣] في هذه الأيام الثلاثة، زيادة علي أعماله و [٤] شكرًا لله علي ما أولاه.

قال مجاهد: ﴿فَأَوْحَى إِلَيهِمْ﴾ أي: أشار. وبه قال وهب (٢٨)، وقتادة (٢٩).

وقال مجاهد (٣٠) في رواية عنه: ﴿فَأَوْحَى إِلَيهِمْ﴾ أي: كتب لهم في الأرض. وكذا قال السدي (٣١).

﴿يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَينَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (١٢) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَ كَانَ تَقِيًّا (١٣) وَبَرًّا بِوَالِدَيهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (١٤) وَسَلَامٌ عَلَيهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (١٥)

وهذا أيضًا تضمن محذوفًا تقدمه: أنه وجد هذا الغلام [٥]، المبشر به، وهو: يحيي ، وأن الله علمه الكتاب، وهو التوراة التي كانوا يتدارسونها بينهم، ويحكم بها النبيون الله أسلموا للذين هادوا، والربانيون والأحبار، وقد كان سنه إذ ذاك صغيرًا، فلهذا نوه بذكره، وبما أنعم به [٦] عليه وعلي والديه، فقال: ﴿يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾،


(٢٧) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥٢).
(٢٨) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥٣).
(٢٩) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥٣).
(٣٠) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥٤).
(٣١) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥٤).