للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوم القيامة وله ذنب، إلا ما كان من يحيى بن زكريا". ابن إسحاق هذا مدلس، وقد عنعن هذا الحديث، فالله أعلم.

وقال الإمام أحمد (٤٨): حدثنا عفان، حدثنا حماد، أخبرنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، أن رسول الله، ، قال: "ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ، أو هَمَّ بخطيئة، ليس يحيى بن زكريا، وما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى". وهذا أيضًا ضعيف؛ لأن علي بن زيد بن جدعان له منكرات كثيرة، والله أعلم.

وقال سعيد بن أبي عروبة [١]، عن قتادة: أن الحسن [٢] (٤٩) قال: إن يحيي وعيسي التقيا، فقال له عيسى: استغفر لي أنت خير مني. فقال له الآخر: استغفر لي فأنت خير مني. فقال له عيسى: أنت خير مني؛ سلمت علي نفسي وسلم الله عليك. فعُرِفَ والله فضلهما [٣].

﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (١٦) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَويًّا (١٧) قَالتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (١٨) قَال إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (١٩) قَالتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (٢٠) قَال كَذَلِكِ قَال رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (٢١)


= ثم قال: "وذلك أنه لم كن له ما للرجال إلا مثل هذا العود، ولذلك سماه الله سيدًا وحصورًا ونبيًّا من الصالحين".
(٤٨) - أخرجه أحمد (١/ ٢٥٤ - ٢٩١، ٢٩٢ - ٢٩٥ - ٣٠١ - ٣٢٠) ولم يُذكر يونس بن متى في المصادر الثلاثة الأخيرة.
(٤٩) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥٩)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٤٧٣)، وعزاه إلي عبد الرزاق وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.