للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخبر، والمراد: أنه تعالى أعلم بمن يستحق من العباد أن يصلى بنار جهنم، ويخلد فيها، وبمن [١] يستحق تضعيف [٢] العذاب، كما قال في الآية المتقدمة: ﴿قَال لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)

قال الإِمام أحمد (٢٦١): حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا غالب بن سليمان، عن كثير بن زياد البُرْساني [٣]، عن أبي سمية قال: اختلفنا في الورود؛ فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن، وقال بعضهم: يدخلونها جميعًا، ثم ينجي الله الذين اتقوا. فلقيت جابر بن عبد الله، فقلت له: إنا اختلفنا في الورود. فقال: يردونها جميعًا -وقال سليمان بن [٤] مرة: يدخلونها جميعًا- وأهوى بأصبعيه إلى أذنيه، وقال: صمَّتا إن لم أكن سمعت رسول الله يقول: "لا يبقي بر ولا فاجر إلّا دخلها، فتكون علي المؤمن بردًا وسلامًا، كما كانت علي إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجًا من بردهم، ثم ينجّي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيًّا". غريب ولم يخرجوه.

وقال الحسن بن عرفة: حدثنا مروان بن معاوية، عن بكار [٥] بن أبي مروان، عن خالد بن معدان (٢٦٢) قال: قال أهل الجنة بعد ما دخلوا الجنة: ألم يعدنا ربنا [٦] الورود علي النار؟ قال: قد مررتم عليها وهي خامدة.

وقال عبد الرزاق (٢٦٣): عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: كان عبد الله بن رواحة واضعًا رأسه في حجر امرأته، فبكي، فبكت امرأته، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: رأيتك تبكي فبكيت. قال: إني ذكرت قول الله ﷿: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إلا وَارِدُهَا﴾ فلا أدري أنجو منها أم لا؟ وفي رواية: وكان مريضًا.


(٢٦١) - أخرجه أحمد (٣/ ٣٢٨ - ٣٢٩).
(٢٦٢) - أخرجه الطبري (١٦/ ١٠٩).
(٢٦٣) - أخرجه الطبري (١٦/ ١١٠)، وقال: حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق … إلخ بمثل ما ذكره المصنف.