للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عملي كله لله ﷿ فلم يزد على أن قلب نيته، ولم يزد على العمل الذي كان يعمل، فكان يمر بعد بالقوم، فيقولون: رحم الله فلانًا، الآن [] [١]. وتلا الحسن: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾.

وقد روى ابن جرير (٣٦٣) أثرًا أن هذه الآية نزلت في هجرة عبد الرحمن بن عوف. وهو خطأ، فإن هذه السورة بتمامها مكية، لم ينزل منها شيء بعد الهجرة، ولم يصح سند ذلك، والله أعلم.

وقوله: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ﴾ يعني: القرآن ﴿بِلِسَانِكَ﴾ أي: يا محمد، وهو اللسان العربي المبين الفصيح الكامل ﴿لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ﴾ أي: المستجيبين لله المصدقين لرسوله ﴿وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا﴾ أي: عوجًا عن الحق، مائلين [٢] إلى الباطل.

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد (٣٦٤): ﴿قَوْمًا لُدًّا﴾ لا يستقيمون [٣].

وقال الثوري عن إسماعيل -وهو السدي- عن أبي صالح: ﴿وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا﴾ عوجًا عن الحق.

وقال الحسن البصري (٣٦٥): ﴿قَوْمًا لُدًّا﴾: صمًّا.

وقال غيره: صمّ آذان القلوب. وقال قتادة (٣٦٦): ﴿قَوْمًا لُدًّا﴾. يعني: قريشًا.

وقال العوفي عن ابن عباس (٣٦٧): ﴿قَوْمًا لُدًّا﴾ فجارًا. وكذا روى ليث بن أبي سليم عن مجاهد (٣٦٨).

وقال ابن زيد (٣٦٩): الألد: الظلوم، وقرأ قول الله: ﴿وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾.


(٣٦٣) - أخرجه الطبري (١٦/ ١٣٣).
(٣٦٤) - أخرجه الطبري (١٦/ ١٣٣)، وزاد السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٥١٤) نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣٦٥) - أخرجه الطبري (١٦/ ١٣٤).
(٣٦٦) - أخرجه ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور (٤/ ٥١٣).
(٣٦٧) - أخرجه الطبري (١٦/ ١٣٤) من طريق العوفي عن ابن عباس، قال: لتنذر به قومًا ظلمة.
(٣٦٨) - أخرجه الطبري (١٦/ ١٣٤).
(٣٦٩) - أخرجه الطبري (١٦/ ١٣٤).