للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخفى: ما لم تحدث به نفسك بعد.

وقال سعيد بن جبير (١٩): أي تعلم ما تسر اليوم ولا تعلم ما تسر غدًا، والله يعلم ما تسر اليوم وما تسر غدًا.

وقال مجاهد (٢٠): ﴿وَأَخْفَى﴾ يعني: الوسوسة.

وقال أيضًا هو وسعيد بن جبير (٢١): ﴿وَأَخْفَى﴾ أي: ما هو عامله مما لم يحدث به نفسه.

وقوله: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ أي: الذي أنزل عليك القرآن: هو الله الذي لا إله إلَّا هو ذو الأسماء الحسنى] [١] والصفات العلى.

وقد تقدم بيان الأحاديث الواردة في الأسماء الحسنى في أواخر سورة الأعراف، وللّه الحمد والمنة.

﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (٩) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَال لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (١٠)

من ها هنا شرع في ذكر قصة موسى، وكيف كان ابتداء الوحي إليه [٢] وتكليمه إياه، وذلك بعد ما قضى موسى الأجل الذي كان بينه وبين صهره في رعاية الغنم، وسار بأهله - قيل: قاصدًا بلاد مصر - بعد ما طالت الغيبة عنها أكثر من عشر سنين، ومعه زوجته، فأضل الطَّرِيق، وكانت ليلة شاتية، ونزل منزل بين شعاب وجبال، في برد وشتاء، وسحاب وظلام وضباب، وجعل يقدح بزند معه ليوريَ نارًا، كما جرت له العادة به، فجعل لا يقدح شيئًا، ولا يخرج منه شرر ولا شيء، فبينا هو كذلك، إذ آنس من


= إلى عبد بن حميد.
(١٩) - ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٥١٩) عن سعيد بن جبير بنحوه، وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢٠) - أخرجه الطبري في "تفسيره" (١٦/ ١٣٩)، و (١٦/ ١٤٠). وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٥١٩) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المندر وابن أبي حاتم.
(٢١) - أخرجه الطبري في "تفسيره" (١٦/ ١٤٠).