للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجالُ الخزْرَجيَّة أهْلُ ذُلٍّ … إذا ما كان هَزلٌ بعد جد

فبلغ ذلك رسول الله ، فقال: "والذي نفسي بيده، لأقتلنهم ولأصلبنهم ولأهدينهم وهم كارهون، إني رحمة بعثني الله، ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينه، لي خمسة أسماء: أنا محمَّد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحي الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب". [وقال] [١] أحمد بن صالح: أرجو أن يكون الحديث صحيحًا.

وقال الإمام أحمد (٦٦): حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، حدثني عمرو بن قيس، عن عمرو بن أبي قرة الكندي قال: كان حذيفة بالمدائن، فكان يذكر أشياء قالها رسول الله ، فجاء حذيفة إلى سلمان، فقال سلمان: يا حذيفة، إن رسول الله [كان غضب فيقول، ويرضى فيقول، لقد علمت أن رسول الله ] [٢] خطب فقال: "أيما رجل من أمتي سببته [سبة] [٣] في غَضَبي أو لعنته لعنةً، فإنما أنا رجل من ولد آدم، أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين، فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة". ورواه أبو داود عن أحمد بن يونس عن زائدة.

فإن قيل: فأي رحمة حصلت لمن كفر به؟ فالجواب ما رواه أبو جعفر بن جرير: حدثنا إسحاق بن شاهين، حدثنا إسحاق الأزرق، عن المسعودي، عن رجل يقال له: سعيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمَةً لِلْعَالمِينَ﴾، قال: من آمن بالله واليوم الآخر، كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف.

وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث المسعودي، عن أبي سعد -وهو سعيد بن المرزُبان البقَّال- عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره بنحوه، والله أعلم.

وقد رواه أبو القاسم الطبراني (٦٧): عن عبدان بن أحمد، عن عيسى بن يونس الرملي،


(٦٦) - أخرجه أحمد (٥/ ٤٣٧) (٢٣٨١٣) والبخاري في الأدب المفرد، باب: الخروج إلى البقلة وحمل الشيء وعلى عاتقه إلى أهله بالزبيل حديث رقم (٢٣٤). وأبو داود في كتاب السنة، باب: في النهي عن سب أصحاب رسول الله (٤/ ٢١٤، ٢٥١ / رقم: ٤٦٥٩). كلاهما من طريق عمر بن قيس الماصر به.
(٦٧) المعجم الكبير (٢/ ١٢٣).