للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملكان اللذان معه أن يحفظا، وأن يشددا، فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام أمنه الله من البلايا الثلاث: الجنون، والجذام، والبرص، فإذا بلغ الخمسين خفَّفَ الله حسابه. فإذا بلغ الستين [١] رزقه الله الإنابة إليه بما يحب، فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين كتب الله حسنَاته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشفعه في أهل بيته، وكان أسير الله في أرضه، فإذا بلغ أرذل العمر ﴿لِكَيلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيئًا﴾، كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير، فإذا عمل سيئة لم تكتب عليه".

هذا حديث غريب جدًّا، وفيه نكارة شديدة، ومع هذا فقد [٢] رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (١٨) موقوفًا ومرفوعًا. فقال [٣]: حدثنا أبو النضر، حدثنا الفرج، حدثنا محمد بن عامر، عن محمد بن عبد الله العامري [٤]، عن عمرو بن جعفر، عن أنس قال: إذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة أمنه الله من أنواع البلايا، من الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ الخمسين لين الله حسابه، فإذا بلغ الستين رزقه الله إنابة يحبه عليها، وإذا بلغ السبعين أحبه الله، وأحبه أهل السماء، وإذا بلغ الثمانين تقبل الله حسناته، ومحا عنه سيئاته، وإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وسمي أسير الله في الأرض، وشفع في أهله. ثم قال: حدثنا هاشم [٥]، حدثنا الفرج [٦]، حدثني [محمد بن عبد الله] [٧] [العامري، عن محمد بن عبد الله] [٨] بن عمرو بن عثمان، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن النبي ، مثله.


(١٨) - أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٢١٧ - ٢١٨) (١٣٣٠٣)، يوسف بن أبي ذرة: قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: لا شيء. وقال ابن حبان في الضعفاء: منكر الحديث جدا، وروي المناكير التي لا أصل لها على قلة حديثه، لا يجوز الاحتجاج به لحال. قال الحافظ: وقد اختلف عليه في سند الحديث المذكور كما بسطته في كتاب الخصال المكفرة.
وجعفر بن عمرو بن أمية: قال ابن حجر في التعجيل في ترجمة عمرو بن جعفر: عمرو بن جعفر عن أنس قوله، وعنه محمد بن عبد الله لا يدرى من هما؛ كدا قال الحسيني، وقال ابن شيخنا: كذا وقع في المسند وإنما هو جعفر بن عمرو بن أمية الضمري والراوي عنه محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وهما ثقتان. قلت: ومن رجال التهذيب لكن الحديث في المسند من الطريقين: أما طريق جعفر فهي المستقيمة فأخرجها أحمد عن أنس بن عياض حدثني يوسف بن أبي ذرة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أنس، وأما طريق عمرو بن جعفر المقلوبة فقال أحمد: حدثنا أبو النضر، =