قال مجاهد وقتادة وغيرهما: ﴿عَلَى حَرْفٍ﴾: على شك [١].
وقال غيرهم: على طرف. ومنه حرف [٢] الجبل، أي: طرفه، أي: دخل في الدين على طرف، فإن وجد ما يحبه استقر، والا انشمر. وقال البخاري (٢٢): حدثنا إبراهيم بن الحارث، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا إسرئيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ﴾، قال: كان الرجل يقدم المدينة، فإذ [٣] ولدت امرأته غلامًا، ونتجت خيله، قال: هذا دين صالح. وإن لم تلد امرأته، ولم تنتج خيله، قال: هذا دين سوء.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق القمّي، عن جعفر بين أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: كان ناس من الأعراب يأتون النبي، ﷺ، فيسلمون، فإذا رجعوا إلى بلادهم فإن وجدوا عام غيث، وعام خصب، وعام ولاد حسن، قالوا: إن ديننا هذا لصالح، فتمسَّكُوا به، وإن وجدوا عام جُدوبة، وعام ولاد سَوء، وعام قحط، قالوا: ما في ديننا هذا خير. فأنزل الله على نبيه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ﴾.
وقال العوفي، عن ابن عباس: كان أحدهم إذا قدم المدينة [وهي أرض وبيئة][٤]، فإن صح بها جسمه، ونتجت فرسه مهرًا حسنا، وولدت امرأته غلامًا، رضي به واطمأن
(٢٢) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ﴾ الحديث (٤٧٤٢) (٨/ ٤٤٢).