للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والولد، فإذا سميت [١] بدنة أو هديًا ذهب ذلك [كله. وكذا قال] [٢] عطاء، والضحاك، وقَتَادة، وعطاء [٣] الخراساني، وغيرهم.

وقال آخرون: بل له أن يُنْتَفَعُ بها وإن كانت هديًا، إذا احتاج إلى ذلك، كما ثبت في الصحيحين (١٢١) عن أنس: أن رسول الله، ، رأى رجلًا يسوق بَدَنةً قال: "اركبها". قال: إنها بدنة! قال: "اركبها ويحك". في الثانية أو الثالثة.

وفي رواية لمسلم (١٢٢)، عن جابر، عن رسول الله أنَّه قال: "اركبها بالمعروف إذا ألجئتَ إليها".

وقال شعبة، عن زهير بن أبي ثابت الأعمى، عن المغيرة بن حَذْف، عن عليّ: أنَّه رأى رجلًا يسوق بدنة ومعها ولدها فقال: لا تشرب من لبنها إلا ما فضل عن [٤] ولدِها، فاٍ ذا كان يوم النحر فاذبحها وولدها.

وقوله: ﴿ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيتِ الْعَتِيقِ﴾. أي: مَحِل الهدي وانتهاؤه إلى البيت العتيق -وهو الكعبة- كما قال تعالى: ﴿هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ﴾ وقال: ﴿وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ﴾ وقد تقدم الكلام على معنى البيت العتيق قريبًا، والله أعلم] [٥].

وقال ابن جريج، عن عطاء قال [٦]: كان ابن عبَّاس يقول: كل من طاف بالبيت فقد حل، قال الله تعالى: ﴿مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيتِ الْعَتِيقِ﴾.

﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣٥)


(١٢١) صحيح البخاري، كتاب الحج، باب: ركوب البدن، (١٦٩٠)، وصحيح مسلم، كتاب الحج (١٣٢٣).
(١٢٢) صحيح مسلم، كتاب الحج حديث (١٣٢٣).