للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال محمد بن إسحاق (١٣٠)، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن عبَّاس، عن جابر قال: ضحى رسول الله، ، بكبشين في يوم عيد، فقال حين وجههما: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم منك ولك، وعن محمد وأمته". ثم سمى الله وكبر وذبح الذبائح [١].

وعن عليّ بن الحسين، عن أبي رافع: أن رسول الله، ، كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين، فإذا صلى وخطب الناس أمر [٢] بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بنفسه بالمدية، ثم يقول: "اللهم هذا عن أمتي جميعها، من شهد لك بالتوحيد، وشهد لي بالبلاغ". ثم يؤتى بالآخر فيذبحه بنفسه، ثم يقول: "هذا عن محمده وآل محمد". فيُطعمهما [٣] جميعًا المساكين [٤]، ويأكل هو وأهله منهما [٥].

[رواه أحمد وابن ماجة (١٣١)] [٦].

وقال الأعمَش: عن أبي ظبيان، عن ابن عبَّاس في قوله: ﴿فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيهَا صَوَافَّ﴾، قال: قيامًا على ثلاث قوائم، معقولة يدها اليسرى، يقول: باسم الله، والله أكبر، اللهمَّ منك ولك. وكذلك روى مجاهد وعلي بن أبي طلحة والعوفي عن ابن عبَّاس نحو هذا.


= والحديث رواه أحمد، حديث ١٤٨٨١ - (٣/ ٣٥٦)، و ١٤٩٣٩ - (٣/ ٣٦٢).
ورواه أبو داود في كتاب الضحايا، باب: في الشاة يضحى بها عن الجماعة، حديث ٢٨١٠.
والترمذي في كتاب الأضاحي، باب (٢٢)، ح ١٥٢١.
وقال التِّرمِذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي
، وغيرهم: أن يقول الرجل إذا ذبح بسم الله والله أكبر، وهو قول ابن المبارك.
قال: والمطلب بن عبد الله بن حنطب يقال: إنه لم يسمع من جابر.
وقال التِّرمِذي في موضع آخر من السنن، كما سيأتي في الحديث التالي: المطلب لا نعرف له سماعًا من جابر، والله أعلم.
(١٣٠) تقدم تخريج الحديث عند تفسير الآية: ١٦٢ من سورة الأنعام.
(١٣١) المسند (٦/ ٨) وتقدم الحديث في هذه السورة.