للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمرو، هل [١] يخلف الله الميعاد؟ فقال: لا. فذكر آية وعيد، فقال له: [أمن المعجم أنت؟ إن العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤمًا] [٢] وعن الإيعاد كرمًا، أو ما سمعت قول الشاعر:

لا يرهب ابن العم منى [٣] سطوتي … ولا [أختتى من] [٤] سطوة المتهدد [٥]

فإني وإن أوْعَدتُهُ أو [٦] وعدتُه … لمخلف إيعادي ومنجز موعدي

وقوله: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾، أي: هو تعالى لا يَعجَل، فإن مقدار ألف سنة عند خلقه كيوم واحد عنده بالنسبة إلى حكمه، لعلمه بأنه على الانتقام قادر، وأنه لا يفوته شيء، وإن أجل وأنظر وأملى، ولهذا قال بعد هذا: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾.

قال ابن أبي حاتم: ثنا الحسن بن عرفة، حدثني عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن رسول الله قال: "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم [٧]: خمسمائة عام".

ورواه الترمذي والنسائي (١٥٧) من حديث الثوري عن محمد بن عمرو، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وقد رواه ابن جرير (١٥٨)، عن أبي هريرة موقوفًا فقال: حدثني يعقوب، ثنا ابن علية، ثنا سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن سُمَير بن نهار قال: قال أبو هريرة: يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بمقدار [٨] نصف يوم. [قلت: وما نصف يوم؟] [٩] قال: أو ما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قال: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾.

وقال أبو داود (١٥٩) في آخر كتاب الملاحم من سننه: حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا


(١٥٧) سنن الترمذي، كتاب الزهد حديث (٢٣٥٤)، وسنن النسائي الكبرى برقم (١١٣٤٨). وابن ماجه كتاب الزهد (٤١٢٢).
(١٥٨) تفسير الطبري (١٧/ ١٢٩).
(١٥٩) سنن أبي داود حديث (٤٣٥٠) ورواه أحمد (١٤٦٧ التراث) وقال المناوي: سنده جيد.