للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي: تخضع وتذل [له قلوبهم] [١]، ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾، أي: في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فيرشدهم إن الحق واتباعه، ويوفقهم لمخالفة الباطل واجتنابه، وفي الآخرة يهديهم [٢] الصراط المستقيم، الموصل إلى درجات الجنات، ويزحزحهم عن العذاب الأليم والدركات.

﴿وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (٥٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَينَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٥٦) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٥٧)

يقول تعالى مخبرًا عن الكفار أنهم لا يزالون ﴿فِي مِرْيَةٍ﴾، أي: في شك وريب من هذا القرآن. قاله ابن جريج، واختاره ابن جرير.

وقال سعيد بن جبير وابن زيد: ﴿مِنْهُ﴾ أي: مما [٣] ألقى الشيطان.

﴿حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً﴾ قال مجاهد: فجأة. وقال قتادة: ﴿بَغْتَةً﴾ بغت القومَ [٤] أمر الله، وما أخذ الله قومًا قط إلا عند سكرتهم [٥] وغرتهم ونعمتهم، فلا تغتروا بالله، إنه لا يغتر بالله إلا القوم الفاسقون.

وقوله: ﴿أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾، قال مجاهد: قال أبي بن كعب: هو يوم بدر. وكذا قال [مجاهد، و] [٦] إلخ عكرمة، وسعيد بن جبير، وقتادة، وغير واحد، واختاره ابن جرير.

وقال عكرمة ومجاهد [في رواية عنهما] [٧]: هو يوم القيامة لا ليلة لهم. وكذا قال الضحاك والحسن البصري.

وهذا القول هو الصحيح، وإن كان يوم بدر من جملة ما أوعدوا به، لكن هذا هو


[١]- سقط من ز، خ.
[٢]- بعده في خ: "إلى".
[٣]- في ز، خ: "بما".
[٤]- في ز، خ: "الله".
[٥]- في ز: سكوتهم.
[٦]- سقط من ز.
[٧]- سقط من ز، خ.