وكل ذلك باطل، بل هو عبد الله ورسوله، الذي أظهره الله عليهم وأخرجهم من الحرم صاغرين أذلاء.
وقيل: المراد بقوله: ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ﴾ أي: بالبيت، يفتخرون به، ويعتقدون أنهم أولياؤه، [وليسوا بهم][١]. كما قال النسائي في التفسير من سننه:
أخبرنا أحمد بن سليمان، أخبرنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن عبد الأعلى، أنه سمع سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس أنه قال: إنما كره السمر حين نزلت هذه الآية: ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (٦٧)﴾، فقال: مستكبرين بالبيت، يقولون: نحن أهله، ﴿سَامِرًا﴾، قال:[كانوا يتكبرون ويسمرون فيه، ولا يعمرونه ويهجرونه][٢](٤٠). وقد أطنب ابن أبي حاتم هاهنا، بما ذا حاصله.
يقول تعالى منكرًا على المشركين في عدم تفهمهم للقرآن العظيم، وتدبرهم له، و [٣] إعراضهم عنه، مع أنهم قد خصوا بهذا الكتاب الذي لم ينزل الله علي رسول أكمل منه ولا أشرف، لا سيما آباؤهم [٤] الذين ماتوا في الجاهلية، حيث لم يبلغهم كتاب ولا أتاهم نذير، فكان اللائق بهؤلاء أن يقابلوا النعمة التي أسداها الله إليهم بقبولها، والقيام بشكرها