يخبر تعالى أنه إذا نفخ في الصور نفخة النشور، وقام الناس من القبور ﴿فلا أنساب بينهم﴾، أي: لا تنفع الأنساب يومئذ ولا يرثي والد لولده ولا يلوي عليه، قال الله تعالى: ﴿ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم﴾، أي: لا يسأل القريب عن قريبه وهو يبصره، ولو كان عليه من الأوزار ما قد أثقل ظهره وهو أعز الناس عليه - كان - في الدنيا ما التفت إليه ولا حمل عنه وزن جناح بعوضة؛ قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)﴾.
وقال ابن مسعود: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم نادى مناد: ألا من كان له مظلمة فليجئ فليأخذ حقه. قال: فيفرح المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته وإن كان صغيرًا؛ ومصداق ذلك في كتاب الله: قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾. رواه ابن أبي حاتم.
وقال الإمام أحمد (٥٢): حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثتنا أم بَكر بنت المسور بن مَخْرَمة، عن عبيد [١] الله بن أبي رافع، عن المسور -هو
(٥٢) المسند (٤/ ٣٢٣) (١٨٩٦٠)، ورواه البخاري في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة، باب: مناقب فاطمة ﵍ (٣٧٦٧). ومسلم في صحيحه بشرح النووي في كتاب فضائل =