للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المنزه عن ذلك ﴿لَا إِلَهَ إلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ فذكر العرش؛ لأنه سقف جميع المخلوقات، ووصفه بأنه كريم أي: حسن المنظر بهي الشكل؛ كما قال تعالى: ﴿أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا إسحاق بن سليمان -شيخ من أهل العراق- أنبأنا شعيب بن صفوان، عن رجل من آل سعيد بن العاص قال: كان آخر خطبة خطبها [١] عمر بن عبد العزيز؛ أن حمد اللَّه، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، [أيها الناس] [٢] فإنكم لم تخلقوا عبثا، ولن تتركوا سدى، وإن لكم معادًا ينزل اللَّه فيه للحكم بينكم والفصل بينكم، فخاب وخسر وشقى [عبدٌ أخرجه اللَّه من رحمته] [٣]، وحرم جنة عرضها السماوات والأرض، ألم تعلموا أنه لا يأمن غدًا إلا من حذر هذا [٤] اليوم وخافه، وباع نافذًا بباق، و [٥] قليلًا بكثير، وخوفًا بأمان؟ ألا ترون أنكم من أصلاب الهالكين، وسيكون من بعدكم الباقين، حتى تردوا إلى خير الوارثين؟ ثم إنكم في كل يوم تشيعون غاديًا ورائحًا إلى اللَّه ﷿ قد قضى نحبه، وانقضى أجله، حتى تغيبوه في صدع من الأرض، في بطن صدع غير ممهد ولا موسد، قد فارق الأحباب وباشر التراب، وواجه الحساب، مرتهن بعمله، غني عما ترك، فقير إلى ما قدم، فاتقوا اللَّه عباد اللَّه قبل انقضاء مواثيقه، ونزول الموت بكم، ثم رفع [٦] طرف ردائه على وجهه، فبكى وأبكى من حوله.

وقال ابن أبي حاتم: ثنا يحيى بن نصير [٧] الخولاني، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي [٨] هبيرة، عن حنش بن عبد اللَّه، أن رجلًا مصابًا مر به على [٩] عبد اللَّه بن مسعود، فقرأ في أذنه هذه الآية: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَينَا لَا تُرْجَعُونَ (١١٥) فَتَعَالى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ﴾ حتى ختم السورة فبرأ، [فذكر ذلك لرسول اللَّه ] [١٠]، فقال رسول اللَّه : "بماذا قرأت في أذنه؟ " فأخبره، [فقال له: "إنها إذا قرئت في أذنه أحرقته] [١١] "، ثم قال رسول اللَّه : "والذي نفسي بيده، لو أن رجلا موقنًا قرأها على جبل لزال".


[١]- في ز: خطب.
[٢]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ.
[٣]- ما بين المعكوفتين في ز، خ: "من خرج من رحمة اللَّه".
[٤]- سقط من: ز، خ.
[٥]- سقط من ز.
[٦]- في ز: حين تردوا.
[٧]- في ت: "جعل".
[٨]- في ز، خ: "نصر".
[٩]- سقط من: خ.
[١٠]- سقط من: ز، خ.
[١١]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ.