للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وروى أبو نعيم من طريق خالد بن نزار، عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللَّه في سرية، وأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا وأصبحنا: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَينَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ قال: فقرأناها فغنمنا وسلمنا.

وقال ابن أبي حاتم أيضًا (٦١): حدثنا إسحاق بن وهب العلاف الواسطي، حدثنا أبو المسيب سلمة بن سلام، حدثنا بكر بن خنيس [١]، عن نهشل بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم، عن عبد اللَّه بن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى. اللَّه عليه وسلم: "أمان أمتي [٢] من الغرق إذا ركبوا في السفن [٣]: باسم اللَّه الملك الحق، وما قدروا اللَّه حق قدره، والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة، والسماوات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون، بسم اللَّه مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم".

﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (١١٧) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيرُ الرَّاحِمِينَ (١١٨)

يقول تعالى متوعدًا من أشرك به غيره، وعبد معه سواه، ومخبرًا أن من أشرك باللَّه ﴿لَا بُرْهَانَ لَهُ﴾، أي: لا دليل له على قوله، فقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ﴾ وهذه جملة معترضة، وجواب الشرط في قوله: ﴿فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ أي: اللَّه يحاسبه على ذلك.

ثم أخبر ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ أي: لديه يوم القيامة لا فلاح لهم ولا نجاة.

قال قتادة: ذكر لنا أن نبي اللَّه قال لرجل: "ما تعبد؟ " قال: أعبد اللَّه وكذا وكذا، حتى عد أصناما، فقال رسول اللَّه : "فأيهم إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك؟ " قال: اللَّه ﷿ [قال: "فأيهم إذا كانت لك حاجة فدعوته أعطاكها؟ " قال: اللَّه ﷿، [٤] قال: "فما يحملك على أن تعبد هؤلاء معه؟ " قال: أردت شكره بعبادة هؤلاء معه أم حسبت أن يغلب عليه، فقال رسول اللَّه : "تعلمون ولا يعلمون". فقال [٥] الرجل [بعد] [٦] ما


(٦١) رواه الطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ١٢٤)، وفي كتاب الدعاء برقم (٨٠٤) من طرق عن عبد الحميد الهلالي) عن نهشل به، وقال الهيثمي في المجمع (١٠/ ١٣٢): "نهشل بن سعيد متروك".