وقال عكرمة: لم يريدوا بذلك صباحة ولا جمالًا، ولكن أرادوا أن يكونوا مطعين.
وقال الحسن البصري -وسئل عن هذه الآية- قال [١]: أن يُريَ الله العبدَ المسلم من زوجته، و [٢] من أخيه، و [٣] من حميمه، طاعة الله. لا والله ما شيء أقر لعين المسلم من [٤] أن يرى ولدًا، أو ولد ولد، أو أخًا، أو حميمًا، مطيعًا لله ﷿.
وقال ابن جريج في قوله: ﴿هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾، قال: يعبدونك ويحسنون عبادتك ولا يجرون علينا الجرائر.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: يعني: يسألون الله لأزواجهم وذرياتهم أن يهديهم للإسلام.
وقال الإمام أحمد (٤٤): حدثنا يعمر [٥] بن بشر، حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا صفوان بن عمرو، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه؟ قال: جلسنا إلى المقداد بن الأسود يومًا [٦]، فمر به رجل فقال: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله ﷺ! لوددنا آنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدتَ! فاستغضب، فجعلت أعجبُ، ما قال إلا خيرًا! ثم أقبل إليه فقال: ما يحمل الرجل على أن يتمنى مَحضَرًا غَيَّبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه؟ والله، لقد حضر رسولَ الله، ﷺ، أقوام أكبَّهم الله على مناخرهم [٧] في جهنم لم يجيبوه ولم [يصدقوه][٨]، أوَ لا تحمدون اللَّه إذ أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم مصدقين لما جاء به نبيكم، قد كُفيتم البلاء بغيركم، لقد بعث الله النبي ﷺ على أشد حال بعث عليها نبيًّا من الأنبياء في فترة من جاهلية، ما يرون أن دينًا أفضل من عبادة الأوثان. فجاء بفُرقان فَرَّقَ به بين الحق والباطل، وفَرَّقَ بين الوالد وولده، [حتى][٩] إن كان الرجل ليرى [١٠] والده وولده، أو أخاه كافرًا، وقد فتح الله قُفْل [١١] قلبه للإِيمان، يعلم أنه إن هلك دخل النار، فلا تقر عينه وهو يعلم أن
(٤٤) المسند (٦/ ٢). وأخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٥٣، ٢٥٤ / رقم: ٦٠٠). وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٧٥، ١٧٦). كلاهما من طريق ابن المبارك، عن صفوان بن عمرو به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٧) وعزاه للطبراني فقط وقال: "رواه الطبراني بأسانيد في أحدها يحيى بن صالح؛ وثقه الذهبي، =