للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عبَّاس [١]: يعني نتف ريشه.

وقال عبد اللَّه بن شداد: نتفُ ريشه وتشميسه. وكذا قال غير واحد من السلف: إنه نتفُ ريشه، وتركه مُلْقى يأكله الذر والنمل.

وقوله: ﴿أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ﴾ يعني: قتله ﴿أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ أي: بعذر واضح بين.

[قال] [٢] سفيان بن عيينة، وعبد الله بن شداد: لما قدم الهدهد قال له الطير: ما خلفك، فقد نذر سليمان دمك! فقال: هل استثنى؟ فقالوا: نعم. قال: ﴿لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾، فقال: نجوت إذًا.

قال مجاهد: إنما دفع عنه ببره بأمه.

﴿فَمَكَثَ غَيرَ بَعِيدٍ فَقَال أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإ بِنَبَإ يَقِينٍ (٢٢) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ أَعْمَالهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (٢٥) اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦)

يقول تعالى: ﴿فَمَكَثَ﴾ الهدهد ﴿غَيرَ بَعِيدٍ﴾ أي: غاب زمانًا يسيرًا، ثم جاء فقال لسليمان: ﴿أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾، أي: اطلعت على ما لم تطلع عليه أنت ولا جنودك، ﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإ بِنَبَإ يَقِينٍ﴾، أي: بخبر صدق حقّ يقين، وسبأ: هم حمير، وهم ملوك اليمن.

ثم قال: ﴿إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾، قال الحسن البصري: وهي بلقيس بنت شَرَاحيل ملكة سبأ.

وقال قَتَادة: كانت أمها جنية، وكان مؤخر قدميها مثل حافر الدابة، من بيت مملكة. وقال زهير بن محمد: هي بلقيس بنت شَرَاحيل بن مالك بن الريان، وأمها فارعة الجنية.


[١]- في ت: "عياش".
[٢]- في ت: "وقال".