للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا رواه مسلم وأهل السنن، من طرق، عن فُرات القزاز، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حُذَيفة [به مرفوعًا] [١]، وقال الترمذي: حسن صحيح.

ورواه مسلم (٢٢) أيضًا من حديث عبد العزيز بن رفيع، عن أبي الطفيل، عنه موقوفًا [٢]، والله أعلم.

(طريق أخرى) قال أبي داود الطيالسي، عن طلحة بن عمرو، وجرير بن حازم؛ فأما طلحة فقال: أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن عُمَير الليثي: أن أبا الطفيل حدثه، عن حذيفة بن أسيد الغفاري أبي سَريحَةَ؛ وأما جرير فقال: عن عبد الله بن عُبيد، عن رجل من آل عبد الله بن مسعود -وحديث طلحة أتم وأحسن- قال: ذكر رسولُ الله الدابة فقال: "لها ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج خَرجة من أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية -يعني مكة- ثم تكمن زمانًا طويلًا، ثم تخرج خَرْجة أخرى دون تلك، فيعلو ذكرها في أهل البادية، ويدخل ذكرها القرية" -يعني مكة- قال رسول الله، : "ثم بينما الناس في أعظم الساجد على الله حرمة وأكرمها: المسجد الحرام، لم يرعهم إلا وهي ترغو [٣] بين الركن والمقام، تنفض عن رأسها التراب. فارفضّ الناس عنها شتَّى ومعًا، وبقيت [٤] عصابة من المؤمنين، وعرفوا أنهم لم يعجزوا الله، فبدأت بهم، فجلَت وجوههم حتى جلتها كأنها الكوكب الدري، وولت في الأرض لا يدركها طالب، ولا ينجو منها هارب، حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة، فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان، الآن تصلي؟ فيقبل عليها فتَسمُه في وجهه، ثم تنطلق، ويشترك الناس في الأموال، ويصطحبون في الأمصار، يعرف المؤمن مِنَ الكافر، حتى إن المؤمن ليقول: يا كافر، اقضني حقي. وحتى إن الكافر ليقول: يا مؤمن، اقضني حقي" (٢٣).

ورواه ابن جرير من طريقين عن حذيفة بن أسيد موقوفًا (٢٤)، فالله أعلم.

ورواه من رواية حذيفة بن اليمان مرفوعًا، وأن ذلك في زمان عيسى بن مريم، وهو يطرف بالبيت، ولكن إسناده لا يصح (٢٥).


(٢٢) صحيح مسلم، كتاب الفتن، وأشراط الساعة حديث (٢٩٠١).
(٢٣) مسند الطيالسي حديث (١٠٦٩).
(٢٤) تفسير الطبري (١٠/ ٢٠).
(٢٥) تفسير الطبري (٢٠/ ١١).