للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن جرير (٢٤): [قال عليّ، حدثنا إسماعيل بن مسلم] [١]، عن الحسن، قال: قال رسول الله : "من صلي صلاة لم تنهه عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد بها من الله إلا بعدًا". والأصح في هذا كله الموقوفات عن ابن مسعود، وابن عباس، والحسن، وقتادة، والأعمش، وغيرهم، والله أعلم.

وقال الحافظ أبو بكر البزار (٢٥): حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جَرير -يعني ابن عبد الحميد- عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: أراه عن جابر -شك الأعمش- قال: قال رجل للنبي : إن فلانًا يصلي فإذا أصبح سرق، قال: "سينهاه ما يقول".

وحدثناه (٢٦) محمد بن موسى الحَرَشي [٢]، حدثنا زياد بن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر، عن النبي بنحوه -ولم يشك- ثم قال: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن الأعمش، واختلفوا في إسناده، فرراه غير واحد عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هُريرة أو غيره، وقال قيس: عن الأعمش، عن أي سفيان، عن جابر، قال جرير وزياد: عن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر.

وقال الإمام أحمد (٢٧): حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش قال [أبو صالح أخبرنا] [٣] عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلي النبي فقال [٤]: إن فلانًا يصلي بالليل [٥] فإذا أصبح سرق فقال: "إنه سينهاه ما يقول". وتشتمل الصلاة أيضًا علي ذكر الله تعالى، وهو المطلوب الأكبر، ولهذا قال تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾. أي: أعظم من الأول، ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ أي: يعلم جميع أقوالكم وأعمالكم.

وقال أبو العالية في قوله: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ قال: إن الصلاة فيها


(٢٤) تفسير الطبري (٢٠/ ٩٩) وهو من مراسيل الحسن.
(٢٥) مسند البزار حديث (٧٢١) "كشف الأستار". وقال الهيثمي في المجمع (٢/ ٢٥٨): "رجاله ثقات".
(٢٦) " كشف الأستار حديث (٧٢٢) ".
(٢٧) المسند (٢/ ٤٤٧)، ورواه البزار في مسنده كما في "كشف الأستار" حديث (٧٢٠) من طريق الأعمش به، وقال الهيثمي في المجمع (٢/ ٢٥٨): "رجاله رجال الصحيح".