للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاث خلال [١]، فكلّ [٢] صلاة لا يكون فيها شيء من هذه [٣] الخلال فليست بصلاة: الإخلاص، والخشية، وذكر الله. فالإخلاص يأمره بالمعروف، والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر الله القرآن يأمره وينهاه.

وقال ابن عون الأنصاري: إذا كنت في صلاة فأنت في معروف، وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر، والذي أنت فيه من ذكر الله أكبر.

وقال حماد بن أبي سليمان: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ يعني: ما دمت فيها.

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾، يقول: ولذكر الله لعباده إذا [ذكروه] [٤] أكبر من ذكرهم إياه، وكذا روى غير واحد عن ابن عباس. [وبه قال مجاهد وغيره.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أخالد الأحمر، عن داود بن أبي هند، عن رجل، عن ابن عباس] [٥]: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر﴾، قال: ذكر الله عند طعامك وعند منامك. قلت: فإن صاحبًا لي في المنزل يقول غير الذي تقول؟ قال: وأي شيء يقول؟ قلت: قال: يقول الله: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾، فلذكر الله إيانا أكبر من ذكرنا إياه. قال: صدق.

قال: وحدثنا أبي، حدثنا النفيلي، حدثنا إسماعيل، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾، قال: لها وجهان، قال: ذكر الله عِنْدَ مَا حرَّمه، قال: وذكر الله إياكم أعظم من ذكركم إياه.

وقال ابن جرير (٢٨): حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشيم، أخبرنا عطاء بن السائب، عن عبد الله بن ربيعة قال: قال لي ابن عباس: هل تدري ما قوله تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾؟ قال [٦]: قلت: نعم. قال: فما هو؟ قلت: التسبيح والتحميد والتكبير في الصلاة، وقراءة القرآن، ونحو ذلك. قال: لقد قلت قولًا عجبًا، وما هو كذلك، ولكنه إنما يقول: ذكر الله إياكم عِنْدَ مَا أمر به أو نهى عنه -إذا ذكرتموه- أكبر من ذكركم إياه، وقد روي هذا من غير وجه عن ابن عباس. وروي أيضًا عن ابن مسعود، وأبي الدرداء، وسلمان الفارسي، وغيرهم، واختاره ابن جرير.


(٢٨) تفسير الطبري (٢٠/ ٩٩).