للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْعَلِيمُ﴾. فقال رسول اللَّه : "إن اللَّه لم يأمرني بكنز الدنيا ولا باتباع الشهوات، فمن كنز دنياه يريد بها حياة باقية فإن الحياة بيد اللَّه، ألا وإني لا أكنز دينارًا ولا درهمًا ولا أخبأ رزقًا لغد [١] ".

هذا حديث غريب، وأبو العطوف الجزري ضعيف.

وقد ذكروا أن الغراب إذا فَقَس عن فراخه البيض، خرجوا وهم بيض، فإذا رآهم أبواهم كذلك، نفر عنهم أيامًا حتى يسود الريش، فيظل الفرخ فاتحًا فاه [يتفقد] [٢] أبويه فيقيض اللَّه [٣] له طيرًا صغارًا كالبِرْغَش (*) فيغشاه [٤] فيتقوت منه تلك الأيام حتى يسود ريشه والأبوان يتفقدانه كل وقت، فكلما رأوه أبيض الريش نفرا عنه [٥]، فإذا رأوه قد اسود ريشه عطفا عليه بالحضانة والزق، ولهذا قال الشاعر:

يا رازق النَّعَاب (**) في عشه … وجابر العظم الكسير المهيض

وقد قال الشافعي في جملة كلام له في الأوامر، كقول النبي : "سافروا تصحوا وترزقوا".

قال البيهقي (٤٥): أخبرناه إملاء أبو الحسن [٦] علي [بن محمد] [٧] بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد، أخبرنا محمد بن غالب، حدثني محمد بن شنان، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن رَدّاد [٨]-شيخ من أهل المدينة- حدثنا عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه : "سافروا تصحوا وتغنموا". قال: ورويناه عن ابن عباس.

وقال الإِمام أحمد (٤٦)، حدثنا قتيبة: حدثنا ابن لَهيعة، عن دَرّاج، عن عبد الرحمن بن


= اللَّه عليه وسلم - فقد كان يعطي نساءه قوت العام كما ثبت ذلك في كتب الحديث المعتبرة، وفي إسناده أبو العطوف الجزري وهو ضعيف". ا. هـ مستفادًا من حاشية تفسير البغوي.
(*) البرغش: البعوض اللساع.
(**) - النعاب: فَرْخ الغراب.
(٤٥) السنن الكبرى (٧/ ١٠٢)، ورواه ابن عدي في الكامل (٦/ ١٩٠) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن رواد به، وقال: "لا أعلم يرويه غير الرواد هذا، عامة ما يرويه غير محفوظ" وقال ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٣٠٦): "سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا حديث منكر".
(٤٦) المسند (٢/ ٣٨٠) وفيه ابن لهيعة ودراج ضعيفان.