للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي الجعد قال: قال رسول الله : "إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم يسأله دينارًا أو درهمًا أو فلسًا لم يعطه، ولو سأل الله الجنة لأعطاه إياها، ولو سأله الدنيا لم يعطه إياها، ولم يمنعها إياه لهوانه عليه، ذو طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره". وهذا مرسل من هذا الوجه (٢٢).

وقال أيضًا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جعفر بن سليمان، حدثنا عوف قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله : "إن من ملوك الجنة كُلَّ أشعثَ أغبرَ ذي [١] طمرين لا يُؤبَه له، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم، وإذا خطبوا النساء لم ينكحوا، وإذا قالوا لم يُنصَت لهم، حوائج أحدهم تتجلجل في صدره، لو قسم نوره يوم القيامة بين الناس لوسعهم" (٢٣).

قال: وأنشدني عمر بن شبة عن ابن عائشة قال: قال عبد الله بن المبارك:

أَلا رُبَّ ذي طِمرَينِ في مَنْزلٍ غَدًا … زَرَابِيّهُ مَبثُوثَةٌ وَنَمَارقُهْ

قَد اطَّرَدَتْ [٢] أنهاره حَوْلَ قَصْرِه … وَأشْرَقَ، والتفَّتْ عَلَيه حَدَائقُهْ (٢٤)

وروى أيضًا [٣] من حديث عُبَيد الله بن زَحْر (٢٥)، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعًا: "قال الله: من أغبط أوليائي عندي مؤمنٌ خفيف الحاذ، ذو حظ من


= عثام وغيره، وإنما علته حميد هذا قال البزار: "وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي إلا بهذا الإسناد". والحديث أخرجه ابن عدي في الكامل (٢/ ٦٨٩) في ترجمة حميد الأعرج من غير طريق جارية الذي أعل الهيثمي الحديث به، مما يؤكد أن الحمل فيه على حميد الأعرج لا على من دونه.
(٢٢) - إسناده صحيح إلى سالم بن أبي الجعد، وهو من مراسيله. والخبر أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول حديث رقم (١).
(٢٣) - أخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء حديث رقم (٩)، وإسحاق بن إبراهيم هو ابن عبد الرحمن البغوي أبو يعقوب لقبه لؤلؤ وقيل: بؤبؤ وهو ثقة، وعوف هو ابن أبي جميلة. وهذا الإسناد منقطع فإن عوفًا لم يدرك أبا هريرة، والحديث أخرجه البيهقي في الشعب حديث رقم (١٠٤٨٧) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي عن جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن أظنه عن أبي هريرة، فزاد في إسناده الحسن وإسحاق بن سليمان الرازي ثقة، فإن كان الحديث محفوظًا بهذا الإسناد فمن رأى أن الحسن سمع من أبي هريرة فيكون الحديث صحيحًا به، ومن أنكر السماع، فيكون الإسناد منقطعًا، وفي سماع الحسن من أبي هريرة خلافٌ مشهور، والأكثرون على علم السماع، والله أعلم.
(٢٤) - الخبر في التواضع والخمول لابن أبي الدنيا برقم (٥)، وعمر بن شبة هو ابن عبيدة بن زيد النميري قال الحافظ: "صدوق له تصانيف" وابن أبي عائشة هو عبيد الله بن محمد التيمي.
(٢٥) - أخرجه أحمد (٥/ ٢٥٢، ٢٥٥)، وفي الزهد (ص ١١)، والترمذي في الزهد من جامعه، باب ما جاء في الكفاف والصبر حديث رقم (٢٣٤٧) ونعيم بن حماد في زوائده على الزهد لابن المبارك =