للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلاة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضًا في الناس، لا يُشارُ إليه بالأصابع إن صبر على ذلك. قال: ثم نَفَر [١]. رسول الله بيده وقال: "عجلت منيتُه، وقلَّ تراثه، وقلت بواكيه".

وعن عبد الله بن عمرو قال: أحب عباد الله إلى الله الغرباءُ، قيل: ومن الغرباء؟ قال [٢]: الفرارون بدينهم، يجمعون يوم القيامة إلى عيسى ابن مريم (٢٦).

وقال الفضيل بن عياض: بلغني أن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: "ألم أنعم عليك؟ ألم أعطك؟ ألم أسترك؟ ألم .. ؟ ألم .. ؟ ألم أخمل ذكرك؟ " ثم قال الفضيل: إن استطعت أن لا تُعرف فافعل، وما عليك أن لا يُثنى عليك، وما عليك أن تكون مذمومًا عند الناس محمودًا عند الله (٢٧).

وكان ابن محيريز يقول: اللهم؛ إني أسألك ذكرًا خاملًا (٢٨).


= ص ٥٤، ووكيع في الزهد (١/ ٣٥٩ - ٣٦٢)، والحميدى في مسنده (٢/ ٤٠٤)، والحاكم (٤/ ١٢٣)، وقال: "هذا إسناد للشاميين صحيح عندهم ولم يخرجاه" وقال الذهبي: "لا، بل إلى الضعف هو" وأبو نعيم في الحلية (١/ ٢٥)، والبيهقي في الزهد (١٤٤ - ١٤٥) من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم به، وهذا الإسناد ضعيف لضعف علي بن يزيد وهو الألهاني.
والحديث أخرجه ابن ماجه من طريق آخر عن أبي أمامة في كتاب الزهد من سننه، باب: "من لا يؤبه له" حديث رقم (٤١١٧) وفي إسناده مجهول، وآخر متفق على تضعيفه. فالحديث ضعيف لا يثبت.
(٢٦) - أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول حديث رقم (١٨)، وأحمد في الزهد ص ٧٧، والدورقي (٩٤) والآجري في الغرباء ص ٤٩، والبخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٢١٣٠) من طريق محمد بن مسلم الطائفى به، وإسناده ضعيف محمد بن مسلم الطائفى ضعفه غير واحدٍ وشيخه قال الحافظ: "مقبول" أي وللحديث طريق أخرى مرفوعًا. فأخرجه أحمد في الزهد ص ١٤٩، وأبو نعيم في الحلية ١/ ٢٥، والبيهقي في الزهد (٢٠٩) من طريق سفيان بن وكيع عن عبد الله بن رجاء عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن عمرو مرفوعًا به، وهذا الإسناد ضعيف أيضًا؛ سفيان بن وكيع ضُعف بسبب ورّاقه السوء، وابن جريج مدلس وقد عنعن، ويشبه أن يكون هذا الخبر من أحاديث أهل الكتاب، والذين كان يحدث عنهم عبد الله بن عمرو من الزاملتين اللتين وجدهما في غزاةٍ غزاها، هذا إن صح السند إليه ولا أراه يصح، والله أعلم.
(٢٧) - أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول حديث رقم (١٧) وفيه إبراهيم بن الأشعث قال ابن حبان: " … يغرب وينفرد ويخطئ ويخالف" والخبر من بلاغات الفضيل بن عياض، وقد أشرنا قبل ذلك من أن مثل هذه الأخبار الأصل فيها التوقيف، فلا بد من قول لرسول الله فيها وإلا فليس بشيء.
(٢٨) - المصدر السابق برقم (١٨) وإسناده ليس بالقوي. والخبر أخرجه أبو نعيم في الحلية (٥/ ١٤٠): "ترجمة ابن محيريز" وكذلك أوردها الذهبي في السير ضمن ترجمته، وكذلك ابن عساكر في تاريخه وكذا ابن الجوزي في صفة الصفوة.