للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدنيا والآخرة" (٤٢).

والمطلب، عن عائشة مرفوعًا: "إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار". (٤٣)

وقال ابن أبي الدنيا: حدثني أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس، حدثنا عبد الله بن إدريس، أخبرني أبي وعمي، عن جدي، عن أبي هريرة سُئل رسول الله عن أكثر ما يُدخل الناسَ الجنة، فقال: "تقوى الله، وحسن الخلق". وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: "الأجوفان: الفم والفرج" (٤٤).


(٤٢) - أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول حديث رقم (١٦٩) من طريق العباس بن أبي طالب الواسطي عن عبيد بن سليمان عن سنان به -كما ساقه المصنف- والحديث عزاه الهيثمي في المجمع إلى الطبراني والبزار من هذا الوجه، بلفظ: "عن أنس قال: قالت أم حبيبة: يا رسول الله المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أو للآخر قال: "تخير أحسنهما خلقًا كان معها في الدنيا يكون زوجًا لها في الجنة. يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة". وجاء في العلل لابن أبي حاتم ١/ ٤١٦ برقم (١٢٥٢) ما نصه: "سألت أبي عن حديث رواه عبيد بن إسحاق عن سنان بن هارون عن حميد عن أنس قال: قالت أم حبيبة: يا رسول الله المرأة منا يكون لها زوجان … فقال: تخيَّر أحسنهما خلقًا كان معها في الدنيا … قالت أم حبيبة: ذهب حسن الخلق … " ففي هذا الموضع المرفوع أصبح موقوفًا. ومع ذلك فإن الإسناد ضعيف جدًّا لعلتين؛ الأولى: عبيد بن إسحاق قال الهيثمي في المجمع الموضع السابق: "فيه عبيد بن إسحاق وهو متروك وقد رضيه أبو حاتم، وهو أسوأ أهل هذا الإسناد حالًا" قلت: قال أبو حاتم عنه عندما سئل عنه: "ما رأينا إلا خيرًا" وقال أبو زرعة: منكر الحديث. أما العلة الثانية: فقد قال أبو حاتم في العلل من الموضع السابق: "هذا حديث موضوع لا أصل له، وسنان عندنا مستور" فأعله بسنان، قال الحافظ: صدوق فيه لين، وعليه فهذا الإسناد ضعيف لا يثبت.
(٤٣) - أخرجه أحمد ٦/ ٩٠، ٩٤، ١٣٣، ١٨٧، وأبو داود في الأدب باب: في حسن الخلق، والبغوى في شرح السنة حديث رقم (٣٥٠٠)، (٣٥٠١)، وابن حبان حديث رقم (٤٨٠)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول حديث رقم (١٦٦)، والحاكم (١/ ٦٠) من طرق عن عمرو بن عبد المطلب عن عائشة به. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، قلت: المطلب بن عبد الله المخزومي في سماعه من عائشة نظر، قال أبو حاتم الرازي: "المطلب ابن عبد الله لم يدرك عائشة"، وقال أيضًا: "روايته عن عائشة مرسل" وقال البخاري: لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من أصحاب النبي سماعًا، إلا أنه يقول: حدثني من شهد النبي ، وقال الترمذي: "سمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: لا نعرف للمطلب سماعًا من أحد من أصحاب النبي "، وسئل أبو زرعة سمع المطلب بن عبد الله بن حنطب من عائشة؟ فقال: أرجو أن يكون سمع منها. انظر تهذيب الكمال ٢٨/ ٨١ ترجمة المطلب، مع الحاشية ففيهما الخير الكثير.
(٤٤) - أخرجه أحمد ٢/ ٢٩١، ٣٩٢، ٤٤٢، وفي الزهد ص ٣٩٧، والبخاري في الأدب المفرد (٢٨٩)، (٢٩٤)، والترمذي كتاب البر والصلة، باب ما جاء في حسن الخلق حديث رقم (٢٠٠٤)، وابن ماجه في الزهد باب ذكر الذنوب حديث رقم (٤٢٤٦)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول =