للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم كان يومًا بارزًا للناس، إذ أتاه رجل يمشي، فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر". قال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: "الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمَضان". فقال: يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". قال: يا رسول الله، متى [١] الساعة؟ قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها [] [٢]: إذا ولدت الأمة ربتها، فذاك من أشراطها، وإذا كان الحفاة العراة رءوس الناس، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾. ثم انصرف الرجل فقال: "ردُّوه عليَّ". فأخذوا [٣]

ليردوه، فلم يروا شيئًا، فقال: "هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم".

ورواه البخاري في كتاب الإيمان أيضًا، ومسلم من طرق، عن أبي حيان، به. وقد تكلمنا عليه في أول "شرح البخاري". وذكرنا ثمّ حديثَ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في ذلك بطوله، وهو من أفراد مسلم (٨١).

(حديث ابن عباس) قال الإمام أحمد (٨٢): حدثنا أبو النضر، حدثنا عبد الحميد، حدثنا شهر [٤]، حدثنا عبد الله بن عباس قال: جلس رسول الله مجلسًا له [٥]، فأتاه جبريل فجلس بين يدي رسول الله واضعًا كفيه على ركبتي النبي ، فقال: يا رسول الله، حَدثني [٦] ما الإسلام؟ قال رسول اللَّه : "الإسلام أن تسلم وجهك لله ﷿، وتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله". قال: فإذا [٧] فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: "إذا فعلت ذلك فقد أسلمت". قال: يا رسول الله، حدثني [٨] ما الإيمان؟ قال: "الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وتؤمنَ بالموت وبالحياة بعد الموت وتؤمن بالجنة والنار والحساب والميزان وتؤمنَ بالقدر كله خيره وشره". قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال: "إذا فعلت ذلك فقد آمنت". قال: يا رسول


(٨١) - صحيح مسلم في الإيمان، حديث (٨) من حديث عبد الله بن عمر عن أبيه.
(٨٢) - المسند (١/ ٣١٨) وفي إسناده شهر بن حوشب، وانظر الحديث في مجمع الزوائد (١/ ٤٢).