للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَافِرُونَ﴾.

ثم قال: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾، الظاهر من هذه الآية أن ملك الموت شخص معين من الملائكة، كما هو المتبادر من حديث البراء المتقدم ذكره في "سورة إبراهيم"، وقد سمي في بعض الآثار بعزرائيل، وهو المشهور؛ قاله قتادة وغير واحد، وله أعوان. وهكذا ورد في الحديث أن أعوانه ينتزعون الأرواح من سائر الجسد، حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك الموت.

قال مجاهد: حوِيت له الأرض فجعلت له مثل الطست، يتناول منها حيث يشاء.

ورواه زهير بن محمد عن النبي، ، بنحوه مرسلًا، وقاله ابن عباس .

وقال ابن أبي حاتم (٦): حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن أبي يحيى المقري، حدثنا عمرو [١] بن شمر [٢] [عن جعفر بن محمد] [٣] قال: سمعت أبي يقول: نظر رسول الله، ، إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال له النبي : "يا ملك الموت، ارفق بصاحبي فإنه مؤمن. فقال مَلَك الموت: يا محمد، طب نفسًا، وقَرّ عينًا، فإني بكل مؤمن رفيق، واعلم أن ما في الأرض بيت مَدَر ولا شعَر، في بر ولا بحر، إلا وأنا أتصفحه في كل يوم خمس مرات، حتى إني أعرَفُ بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم، والله يا محمد، لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدَرتُ على ذلك حتى يكون الله هو الأمر بقبضها".

قال [٤] جعفر: بلغني أنه [٥] إنما يتصفحهم عند مواقيت الصلاة، فإذا حضرهم عند الموت فإن [٦] كان ممن يحافظ على الصلاة دنا منه الملك، ودفع عنه الشيطان، ولقنه الملَك: "لا إله


(٦) ورواه الطبراني في المعجم الكبير (٤/ ٢٢٠)، والبزار في مسنده برقم (٧٨٤) "كشف الأستار" من طريق إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر الجعفي، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن الحارث بن الخزرج عن أبيه، أنه سمع رسول الله فذكر نحوه، فأسنده ولم يرسله، ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة وقال: "عمرو بن شمر متروك الحديث".