للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله ؛ قال: "الجن ثلاثة أصناف: صنف له أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون". رفعه غريب جدًّا.

وقال أيضًا: حدثنا أبي، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب، أخبرني بكر بن مضر، عن محمَّد، عن ابن أنعم؛ إنّه قال: الجن ثلاثة: صنف لهم الثواب وعليهم العقاب، وصنف طيارون فيما بين السماء والأرض، وصنف حيات وكلاب.

قال بكر بن مضر: ولا أعلم إلا أنه قال [١]: حدثني أن الإنس ثلاثة؛ صنف يظلهم الله بظل عرشه يوم القيامة، وصنف كالأنعام بل هم أضل سبيلًا، وصنف في صُور الناس على قلوب الشياطين.

وقال أيضًا: حدثنا أبي، حدثنا علي بن هاشم بن مرزوق، حدثنا سلمة -يعني ابن الفضل- عن إسماعيل، عن الحسن؛ قال: الجن ولد إبليس، والإنس ولد آدم، ومن هؤلاء مؤمنون ومن هبزلاء مؤمنون، وهم شركاؤهم في الثواب والعقاب، ومن كان من هؤلاء وهؤلاء مؤمنًا فهو ولي الله، ومن كان من هؤلاء وهؤلاء كافرًا فهو شيطان.

وقوله: ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ﴾، أما المحاريب فهي البناء الحسن، وهو أشرف شيء في المسكن وصدره.

وقال مجاهد: المحاريب بنيان دون القصور. وقال الضحاك: هي المساجد. وقال قتادة: هي المساجد والقصور. وقال ابن زيد: هي المساكن.

وأما التماثيل فقال عطية العوفي، والضحاك والسدي: التماثيل: الصور. قال مجاهد: وكانت من نحاس. وقال قتادة: من طين وزجاج.

وقوله: ﴿وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ﴾، الجواب: جمع جابية، وهي الحوض الذي يجبى فيه الماء، كما قال الأعشى ميمون بن قيس:

تَرُوحُ عَلَى آل المحلَّق جَفْنَةٌ … كَجَابيَة الشيخ العرَاقي تَفْهَقُ

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ﴿كَالْجَوَابِ﴾، أي: كالجَوبة من الأرض.

وقال العوفي، عنه: كالحياض. وكذا قال مجاهد، والحسن، وقتادة، والضحاك وغيرهم.

والقدور الراسيات: أي الثابتات في أماكنها [٢] لا تتحول ولا تتحرك عن أماكنها لعظمها.

كذا قال مجاهد والضحاك، وغيرهما.


[١]- سقط من: ز.
[٢]- في ز: "أماكنهم".