للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (١٣) فَلَمَّا قَضَينَا عَلَيهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إلا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (١٤)

لما ذكر تعالى ما أنعم به على داود، عطف بذكر ما أعطى سليمان بن داود، من تسخير الريح له تحمل بساطه، غدوها شهر ورواحها شهر.

قال الحسن البصري: كان يغدو على بساطه من دمشق فينزل بإصطخر يتغدى بها، ويذهب [رائحا] [١] من إصطخر فيبيت بكابل، وبين دمشق وإصطخر شهر كامل للمسرع، وبين إصطخر وكابل شهر كامل للمسرع.

وقوله: ﴿وَأَسَلْنَا لَهُ عَينَ الْقِطْرِ﴾ قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وعطاء الخراساني، وقتادة، والسدي، ومالك عن زيد بن أسلم، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وغير واحد: القطر النحاس. قال قتادة: وكانت باليمن، فكل ما يصنع الناس مما أخرج الله تعالى لسليمان .

قال السدي: وإنما أسيلت له ثلاثة أيام.

وقوله: ﴿وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَينَ يَدَيهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾، أي: وسخرنا له الجن يعملون بين يديه بإذن الله، أي: بقدره [٢]، وتسخيره لهم بمشيئته ما يشاء من البنايات وغير ذلك. ﴿وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا﴾، أي: ومن يعدل ويخرج منهم عن الطاعة ﴿نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ﴾، وهو الحريق.

وقد ذكر ابن أبي حاتم ها هنا حديثًا غريبًا فقال (٣): [حدثنا أبي] [٣]، حدثنا أبو صالح، حدثنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نُفَير، عن أبي ثعلبة الخُشَني؛ أن رسول


(٣) ورواه الحاكم في المستدرك (٢/ ٤٥٦) وصححه، ووافقه الذهبي، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢١٤) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح به، ورواه ابن حبان في صحيحه حديث (٢٠٠٧) من طريق ابن وهب، عن معاوية بن صالح، به.