للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البالغة، والعلم التام، ولهذا قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾.

وقال ابن أبي حاتم عند هذه الآية: حدَّثنا أبي، حدَّثنا محمد بن عوف الحمصي، حدَّثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي [١] عمرو السيباني [٢] [أو: ربيعة]، عن عبد الله بن الديلمي [٣] قال: أتيت [٤] عبد الله بن عمرو، وهو في حائط بالطائف يقال له: الوهط، قال: سمعت رسول الله يقول: "إن الله خلق خلقه في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من نوره يومئذٍ فقد اهتدى، ومن أخطأه منه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على ما علم الله ﷿" (٨).

ثم قال: حدَّثنا يحيى بن عبدك القزويني، حدَّثنا حسان بن حسان البصري، حدَّثنا إبراهيم بن بشر [٥]، حدثنا يحيى بن مَعنٍ، حدَّثنا إبراهيم القرشي، عن سعيد [٦] بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج علينا رسول الله فقال: "الحمد لله الذي يهدي من الضلالة، ويلبس الضلالة على من أحب" (٩).


(٨) - رواه الطيالسي ٥٧ - (١/ ٣١) من طريق ابن المبارك، وأحمد (٢/ ١٧٦)، والحاكم (١/ ٣٠ - ٣١) من طريق أبي إسحاق الفزاري، والحاكم (١/ ٣٠ - ٣١) من طريق الوليد بن مزيد، ومحمد بن كثير المصيصي. ورواه ابن حبان في صحيحه (١٨١٢) "موارد"، من طريق ابن المبارك، جميعهم عن الأوزاعي، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله الديلمي، بنحوه.
ورواه التِّرمِذي في السنن برقم (٢٦٤٤) من طريق إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله الديلمي، بنحوه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن".
ورواه أحمد (٢/ ١٩٧) من طريق أبي المغيرة، ثنا محمد بن مهاجر، أخبرنا عروة بن رويم، عن عبد الله الديلمي، به نحوه.
(٩) - إبراهيم بن بشر، قال أَبو حاتم (٢/ ٩٠): هو مجهول، ويحيى مجهول. وهذا الحديث هو جزء من حديث طوال في المؤاخاة بين الصحابة، رواه البخاري في التاريخ الصغير (١/ ٢٥٠) فقال: حدَّثنا حسان بن حسان، عن إبراهيم بن بشر، عن يحيى بن [معن] المدني، عن إبراهيم القرشي، عن سعيد بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى فذكره، ثم قال بعدما أورده: "وهذا إسناد مجهول لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض". ورواه الطبراني في المعجم الكبير (٥/ ٢٢٠) من طريق عبد المؤمن بن عباد، عن يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى بطوله، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (٢/ ٢٧٨) من طريق شعيب بن يونس، عن موسى بن صهيب، عن يحيى بن زكريا، عن عبد الله بن شرحبيل، عن شرحبيل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى. وقال ابن السكن: روي حديثه من ثلاث طرق، ليس فيها ما يصح. وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (٤/ ٤١) في ترجمة زيد: روى حديث المؤاخاة بتمامه؛ إلَّا أن في إسناده ضعفًا.