للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال تعالى: (ولا يحزنك ﴿وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾، وقال: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ [١]﴾.

قال مجاهد: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ﴾ بعبادة الأوثان، ﴿فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾.

وقال قتادة: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾، أي: فليتعزز بطاعة اللَّه ﷿.

وقيل: من كان يريد علم العزة، لمن هي؟ ﴿فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾، حكاه ابن جرير.

وقوله: ﴿إِلَيهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾، يعني: الذكر والتلاوة والدعاء. قاله غير واحد من السلف.

وقال ابن جرير: حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي، أخبرني جعفر بن عون، عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن عبد الله بن المخارق، عن أبيه المخارق بن سليم قال: قال لنا عبد الله -هو ابن مسعود- إذا حدثناكم حديثًا أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله: إن العبد المسلم إذا قال: "سبحان اللَّه وبحمده، والحمد للَّه، و [٢] لا إله إلا الله، و [٣] اللَّه أكبر، تبارك الله [٤] "، أخذهن ملك فجعلهن تحت جناحه، ثم صَعد بهن إلى السماء فلا يمرُّ بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن، حتَّى يجيء بهن وجه الرحمن ﷿، ثم قرأ عبد الله: ﴿إِلَيهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾.

وحدثني يعقوب بن إبراهيم، حدَّثنا ابن عُلية، أخبرنا سعيد [٥] الجُرَيري، عن عبد الله بن شقيق قال: قال كعب الأحبار: إن لـ "سبحان الله، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، والله أكبر" لدويًّا حول العرش كدويِّ النحل، يُذَكرن بصاحبهن، والعمل الصالح في الخزائن (١٠).

وهذا إسناد صحيح إلى كعب الأحبار ، وقد روي مرفوعًا.

قال الإمام أحمد (١١): حدَّثنا ابن نمير، حدَّثنا موسى -يعني بن مسلم الطحان- عن عون بن عبد الله، عن أبيه -أو: عن أخيه- عن النعمان بن بشير قال: قال رسول اللَّه صلى الله


(١٠) - تفسير ابن جرير (٢٢/ ١٢٠).
(١١) - المسند ١٨٤١٥ - (٤/ ٢٦٨) ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (١٠/ ٢٨٩). والدَّويِّ: صوت ليس بالعالي. نهاية [٢/ ١٤٣].