للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه الترمذي من حديث ليث بن أبي سليم. ورواه ابن جرير، عن يعقوب بن إبراهيم، عن معتمر، عن ليث، عن رجل، عن أنس مرفوعًا.

وقال عبد الله بن المبارك (١٣): سمعت عثمان بن زَائدَةَ يقول: إن أول ما يُسأل عنه الرجل جلساؤه، ثم يقال لهم على سبيل التقريع والتوبيخ: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ﴾ أي: كما زعمتم أنكم جميع منتصر، ﴿بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ﴾ أي: منقادون [١] لأمر الله، لا يخالفونه ولا يحيدون عنه.

﴿بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٢٧) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٢٩) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (٣٠) فَحَقَّ عَلَينَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (٣١) فَأَغْوَينَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوينَ (٣٢) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٣) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (٣٤) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (٣٦) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (٣٧)

يذكر تعالى أن الكفار يتلاومون في عرصات القيامة، كما يتخاصمون في دَرَكات النار،


= عن أبي هريرة مرفوعًا به، دون ذكر الآية، وبشر بن نَهيك تابعي معروف، غير أن ليثًا ضعيف، وقد عُدَّ ذلك من تخاليطه، ثم إنه لا يعرف لليث رواية عن بشير، ولذلك لم يحسن المنذري حينما أورده في الترغيب (١/ ٩٢) وقال: رواه ابن ماجة، ورواية ثقات!!. وقد رواه الحاكم أيضًا، ثنا عمر بن جعفر البصري، ثنا الحسن بن أحمد التستري، ثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه عن أنس مرفوعًا به. وقال الحاكم: هكذا حدَّث به الحسن بن أحمد التستري، عن عبيد الله بن معاذ عنه، ولو جاز لنا قبوله منه، لكنا نصححه على شرط الشيخين، ولكن نقول أن صوابه. ثم أسند طريق إسحاق بن راهويه المتقدمة، والحسن بن أحمد هذا ترجم له الذهبي في الميزان فقال: روى خبرًا موضوعًا عن إسماعيل بن إسحاق القاضي بسند كالشمس متنه. .. وقال الخطيب: الحسن بن أحمد صاحب مناكير، وفي اللسان لابن حجر عن الدارقطني قال: الحسن ضعيف جدًّا، كان يتهم بوضع الحديث. والحديث زاد نسبته السيوطي إلى ابن منذر وابن مرداويه.
(١٣) - أورده السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٥١٤) ولم يعزه لغير ابن أبي حاتم.