وقال قتادة: قالت الإِنس للجن: ﴿إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِين﴾ قال: من قبل الخير، فتنهونا عنه وتبطئونا عنه. وقال السدي: تأتوننا من قبل الحق تزينون لنا الباطل وتصدونا عن الحق. وقال الحسن في قوله: ﴿قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ﴾ إي والله يأتيه عند كل [١] خير يريده فيصده عنه.
وقال ابن زيد: معناه تحولون بيننا وبين الخير، ورددتمونا عن الإسلام والإيمان والعمل بالخير الذي أمرنا به [٢]. وقال يزيد الرّشْك: من قبل "لا إله إلا الله". وقال خُصيف: يعنون من قبل ميامنهم.
وقال عكرمة: ﴿إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ﴾ قال: من حيث نأمنكم.
وقوله: ﴿قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾، تقول القادة من الجن والإنس للأتباع: ما الأمر كما تزعمون، بل كانت قلوبكم منكرة للإِيمان، قابلة للكفر والعصيان [٣] ﴿وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ﴾ أي: من حجة على صحة ما دعوناكم إليه، ﴿بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ﴾ أي: بل كان فيكم طغيان ومجاوزة للحق؛ فلهذا استجبتم لنا وتركتم الحق الذي جاءتكم به الأنبياء، وأقاموا لكم الحجج على صحة ما جاءوكم به، فخالفتموهم.
﴿فَحَقَّ عَلَينَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (٣١) فَأَغْوَينَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوينَ﴾، يقول الكبراء للمستضعفين: حقت علينا كلمة الله أنا من الأشقياء الذائقين العذاب يوم القيامة،
(١٤) - سنده فيه انقطاع بين الضحاك وابن عباس وانظر الدر المنثور (٥/ ٥١٥).