للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب به. زاد ابن أبي حاتم: قال أبو صخر حُمَيد بن زياد: فأخبرني ابن قُسَيط وأنا أحدثه [١] هذا الحديث: أنه سمع أبا هريرة يقول: طرح بالعراء، وأنبت اللَّه عليه اليقطينة. قلنا: يا أبا هريرة، وما اليقطينة؟ قال: شجرة الدُّباء. قال أبو هريرة: وَهَيَّأ اللَّه له أُرْويَّة [٢] وحشيةً تأكل من خشاش الأرض -أو قال: هشاش الأرض- قال: فتتفشح [٣] عليه فَتَرْويه من لبنها كل عَشية وبُكرةٍ حتى نَبَت.

وقال أمية بن أبي الصلت في ذلك بيتًا من شعره:

فأنبت يقطينا عليه برحمةٍ … من اللَّه لولا اللَّه ألفى ضاحيًا

وقد تقدم حديث أبي هريرة (٨٥) مسندًا مرفوعًا في تفسير "سورة الأنبياء" ولهذا قال تعالى: ﴿فَنَبَذْنَاهُ﴾ أي: ألقيناه ﴿بِالْعَرَاءِ﴾ قال ابن عباس، وغيره: وهي الأرض التي ليس فيها [٤] نبت ولا بناء. قيل: على جانب دجلة. وقيل: بأرض اليمن. فالله أعلم.

﴿وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ أي: ضعيف البدن. قال ابن مسعود : كهيئة الفرخ ليس عليه ريش. وقال السدي: كهيئة الصبي يعني [٥] حين يولد، وهو المنفوس. وقاله ابن


(٨٥) - تقدم عند المصنف (سورة الأنبياء / آية ٨٧) من طريق محمد بن إسحاق عمن حدثه عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، قال: سمعت أبا هريرة يقول، قال رسول اللَّه "لما أراد اللَّه حبس يونس في بطن الحوت .... " الحديث ومن طريق ابن إسحاق رواه ابن جرير (١٧/ ٨١) وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة شيخ ابن إسحاق. وقد رواه البزار في مسنده (٣/ ٢٢٥٤ / كشف) (٢/ ١٥٠٢ / زوائد ابن حجر =