للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به.

وقال ابن أبي نَجِيح: عن مجاهد: أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الحوت.

قلت: ولا مانع أن يكون الذين أرسل إليهم أولًا أُمر بالعود إليهم بعد خروجه من الحوت، فصدقوه كلهم وآمنوا به. وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت، كانوا مائة ألف أو يزيدون.

وقوله: ﴿أَوْ يَزِيدُونَ﴾، قال ابن عباس -في رواية عنه-: بل يزيدون، وكانوا مائة وثلاثين ألفًا. وعنه: مائة ألف وبضعة وثلانين ألفًا. وعنه: مائة ألف وبضعة وأربعين ألفًا.

وقال سعيد بن جبير: يزيدون سبعين ألفًا. وقال مكحول: كانوا مائة ألف وعشرة آلاف.

رواه ابن أبي حاتم.

وقال ابن جرير (٩٠): حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي، حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال [١]: سمعت زُهَيرًا، عمن سمع أبا العالية قال [٢]: حدثني [] [٣] أبي بن كعب أنه سأل رسول اللَّه عن قوله: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ قال: "يزيدون عشرين ألفًا". ورواه الترمذي عن علي بن حُجْر، عن الوليد بن مسلم، عن زُهَير، عن رجل، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، به، وقال: غريب. ورواه ابن أبي حاتم من حديث زهير به.

قال ابن جرير: وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول في ذلك: معناه إلى المائة الألف [٤]، أو كانوا يزيدون عندكم، يقول: كذلك كانوا عندكم.

وهكذا [٥] سلك ابن جرير هاهنا ما سلكه عند قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ وقوله: ﴿إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ وقوله: ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَينِ أَوْ أَدْنَى﴾ أن المراد ليس أنقص من ذلك بل أزيد.


= (٥/ ٥٤٧) وزاد عزوه إلى أحمد في "الزهد" ولم أجده في المطبوع منه- وعبد بن حميد وابن مردويه.
(٩٠) - تفسير ابن جرير (٢٣/ ١٠٤) ورواه الترمذي، كتاب: التفسير (٣٢٢٩) من طريق الوليد بن مسلم عن زهير به، وفوق ما فيه من الجهالة، فإن رواية أهل الشام عن زهير -وهو ابن محمد التميمي- غير مستقيمة وهذه منها، والحديث ضعفه الترمذي فقال: "حديث غريب" وأورده السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٥٤٧) وزاد عزوه إلى ابن المنذر وابن مردويه وابن أبي حاتم.