للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الضحاك في تفسيره (٩٤): ﴿وَمَا مِنَّا إلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ﴾ قال: كان مسروق يَرْوي عن عائشة أنها قالت: قال رسول اللَّه : "ما من السماء الدنيا موضع إلا عليه ملك ساجد أو قائم". فذلك قوله: ﴿وَمَا مِنَّا إلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ﴾.

وقال الأعمش (٩٥): عن [أبي إسحاق] (٥)، عن مسروق، عن ابن مسعود قال [١]: إن في السماوات لسماءً ما فيها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه. ثم قرأ


= في "اللسان" ثم إن من فوقه لم أجد لهم تراجم في كتب الرجال، لكن للحديث طريق آخر وهو الآتي:
(٩٤) - رواه ابن جرير في تفسيره (٢٣/ ١١٢) وأبو الشيخ في "كتاب العظمة" (٣ / رقم ٥٠٨) وابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (١ / رقم ٢٥٣) - ومن طريقه نقله المصنف في تفسيره سورة المدثر آية (٣١) - من طريقين عن أبي معاذ النحوي الفضل بن خالد، ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول. .. فذكره وقال المصنف -في الموضع المشار إليه -: "وهذا مرفوع غريب جدًّا ولا تضر غرابته فقد قال أبو عبد الرحمن الألباني في الصحيحة (٣/ ١٠٥٩) هذا إسناد حسن في الشواهد، رجاله ثقات غير الفضل بن خالد، فقد ترجمه ابن أبي حاتم (٣/ ٢ / ٦١) من رواية ثقتين عنه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا" وأشار له البخاري في "التاريخ الصغير" (٢/ ٢٩٥) ووثقه ابن حبان "الثقات" (٩/ ٧) وقد أكثر عنه أبو منصور الأزهري في كتابه اللغوي "التهذيب" كما في "بغية الوعاة" للسيوطي (٢/ ٢٤٥) وشيخه عبيد بن سليمان الذي وثقه أبو عبد الرحمن!! لم يوثقه غير ابن حبان (٨/ ٤٢٨)، وقال أبو حاتم الرازي: "لا بأس به" وبهذا وسمه ابن حجر في "التقريب" فالحديث بهذا الإسناد لا شك أنه محتمل للتحسين جدًّا، لا سيما وأن له شاهدين -دون ذكر الآية- من حديث أبي ذر عند أحمد (٥/ ١٧٣) والترمذي (٢٣١٢) وابن ماجه (٤١٩٠) وقال الترمذي: "حديث حسن غريب" وصححه الحاكم على شرط الشيخين (٤/ ٥٧٩) ووافقه الذهبي. والشاهد الثاني من حديث حكيم بن حزام عند ابن نصر (١ / رقم ٢٥٠) والطبراني في "المعجم الكبير" (٣/ ٣١٢٢) وأبي الشيخ في "العظمة" (٣/ ٥٠٩) والطحاوي في "مشكل الآثار" (٢/ ٤٣) وقصر في عزوه السيوطي جدًّا فلم يعزه في "الدر المنثور" (٥/ ٥٥٠) لغير ابن مردويه. وإسناده صحيح، وانظر ما بعده.
(٩٥) - رواه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ١٥٨) وابن جرير (٢٣/ ١١٢) من طريق سفيان الثوري، ورواه الفريابي -كما في "الدر المنثور" (٥/ ٥٥٠) - ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (٩٠٤٢/ ٩) من طريق قيس بن الربيع، ورواه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (١ / رقم ٢٥٤) - ومن طريقه نقله المصنف في تفسيره (سورة المدثر / آية ٣١)، وابن جرير، والبيهقي في "الشعب" (١ / رقم ١٥٩) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، ثلاثتهم (الثوري وقيس وأبو معاوية) عن الأعمش له، وإسناده صحيح، ولا تضر عنعنة الأعمش هنا، إذ أن أبا معاوية من أثبت الناس فيه، والأغرب أن يُعله الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٠١) بشيخ الطبراني!! وهو متابع والخبر زاد نسبته السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(*) كذا وقع هنا، والصواب: "أبي الضحى مسلم بن صبيح".