للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن أبي حاتم (٢٠): حدثنا أبو زرعة، حدثنا [١]- إبراهيم بن موسى، حدثنا ابن أبي زائدة، أخبرني إسرائيل، عن سعيد بن مسروق، عن إبراهيم التيمي؛ قال: كانت الخيل التي شغلت سليمان عشرين ألف فرس، فعقرها. وهذا أشبه، والله أعلم.

وقال أبو داود (٢١): حدثنا محمد بن عوف، حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، حدثني عُمَارة بن غَزيّة؛ أن محمد بن إبراهيم حدثه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: قَدِمَ رسولُ الله من غزوة تبوك -أو: خيبر- وفي سهوتها ستر، فهبت الريح، فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة -لُعَب- فقال: "ما هذا يا عائشة؟ ". قالت: بناتي. ورأي بينهن فرسًا له جناحان من رقاع، فقال: "ما هذا الذي أرى وسطهن؟ ". قالت: فرس. قال: "وما هذا [٢] الذي عليه؟ ". قالت: جناحان. قال: "فرس له جناحان؟! ". [قالت: أما] [٣] سمعت أن لسليمان خيلًا لها أجنحة؟ قالت [٤]: فضحك حتى رأيت نواجذه .

وقوله: ﴿فَقَال إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (٣٢)﴾، ذكر غير واحد من السلف والمفسرين أنه اشتغل بعرضها حتى فات وقت صلاة العصر، والذي يقطع به أنه لم يتركها عمدًا بل نسيانًا، كما شُغِل النبي يوم الخندق عن صلاة العصر حتى صلاها بعد الغروب، وذلك ثابت في الصحيحين من غير وجه (٢٢)؛ من ذلك: عن جابر؛ قال: جاء عمر يوم الخندق بعد ما غربت الشمس، فجعل يسب كفار قريش، ويقول: يا رسول الله؛ والله ما كدْتُ أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب. فقال رسول الله : "والله ما صليتها". فقال: فقمنا إلى بُطْحَان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى العصر بعدما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب.

ويحتمل أنه كان سائغًا في ملتهم تأخير الصلاة لعذر الغزو والقتال، والخيل تراد للقتال، وقد ادعي [٥] طائفة من العلماء أن هذا كان مشروعًا فنسخ ذلك بصلاة الخوف، ومنهم من ذهب إلي ذلك في حال المسايفة والمضايقة، حيث لا يمكن صلاة ولا ركوع ولا سجود، كما فعل


(٢٠) - انظر السابق.
(٢١) - سنن أبي داود في الأدب، باب: في اللعب بالبنات، حديث (٤٩٣٢).
(٢٢) - أخرجه البخاري في مواقيت الصلاة، باب: من صلي بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت، حديث (٥٩٦)، وأطرافه في (٥٩٨، ٢٦٤١، ٥٤٩، ٤١١٢)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة، حديث (٦٣١) من حديث جابر .