يقول تعالى مخبرًا [١]- أنه وهب لداود سليمان أي: نبيًّا؛ كما قال: ﴿وورث سليمان داود﴾ أي: في النبوة، وإلا فقد كان له بنون غيره، فإنه قد كان عنده مائة امرأة حرائر.
وقوله: ﴿نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾، ثناء على سليمان ﵇ بأنه كثير الطاعة والعبادة والإِنابة إلي الله ﷿.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا محمود بن خالد، حدثنا الوليد، حدثنا ابن جابر، حدثنا مكحول؛ قال: لما وهب الله لداود سليمان ﵇ قال له: يا بني؛ ما أحْسَنُ؟ قال: سكينة الله وإيمان. قال: فما أقبح؟ قال: كفر بعد إيمان. قال: فما أحلى؟ قال: روح الله بين [٢] عباده. قال: فما أبردُ؟ قال: عفو الله عن الناس، وعفو الناس بعضهم عن بعض. قال داود ﵇: فأنت نبي.
وقوله: ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ﴾ أي: إذ عرض على سليمان في حال مملكته وسلطانه الخيل الصافنات.
قال مجاهد: وهي التي تقف على ثلاث وطرف حافر الرابعة. والجياد: السراع. وكذا قال غير واحد من السلف.
و [٣] قال ابن جرير (١٩): حدثنا محمد بن بشار، حدثنا مُؤمَّل، حدثنا سفيان، عن أبيه سعيد بن مسروق، عن إبراهيم التيمي في قوله: ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ﴾ قال: كانت عشرين فرسًا ذات أجنحة، كذا رواه ابن جرير.
(١٩) - تفسير الطبري (٢٣/ ١٥٤) لكن نقله السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٥٨٠) عن إبراهيم بلفظ "قال: عشرين ألف فرس ذات أجنحة، فعقرها". وعزاه إلي الفريابي وكبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم.