صديق أو شهيد أو إمام عدل". وقد ورد في ذكر أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة.
وقوله: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا﴾ قيل: متربعين فيها على سرر تحت الحجال، ﴿يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ﴾ أي: مهما طلبوا وجدوا، وحضر كما أرادوا. ﴿وَشَرَابٍ﴾ أي: من أيّ أنواعه شاءوا أتتهم به الخدام ﴿بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ﴾.
﴿وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ أي: عن غير أزواجهن، فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن، ﴿أَتْرَابٌ﴾ أي: متساويات في السن والعمر. هذا معنى قول ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، ومحمد بن كعب، والسّدّي.
﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾ أي: هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة التي [][١] وعدها لعباده المتقين، التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار.
ثم أخبر عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا انقضاء ولا زوال ولا انتهاء، فقال: ﴿إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَاد﴾، كقوله تعالى: ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ وكقوله: ﴿عَطَاءً غَيرَ مَجْذُوذٍ﴾ وكقوله: ﴿لَهُمْ أَجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ﴾ أي: غير مقطوع، وكقوله: ﴿أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ﴾ والآيات في هذا كثيرة جدًّا.
لما ذكر تعالى مآل السعداء، ثَنّى بذكر حال الأشقياء ومرجعهم ومآبهم في دار معادهم وحسابهم، فقال: ﴿هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ﴾ وهم: الخارجون عن طاعة الله، المخالفون لرسل الله، ﴿لَشَرَّ مَآبٍ﴾ أي: لسوء منقلب ومرجع. ثم فسره بقوله: ﴿جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا﴾