للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اللَّه : "إنها حق فادرسوها [١] وتعلموها".

فهو حديث المنام المشهور، ومن جعله يقظة فقد غَلِط، وهو في السنن من طرق. وهذا الحديث بعينه قد رواه الترمذي من حديث جهضم بن عبد اللَّه اليمامي، به. وقال: حسن صحيح. وليس هذا الاختصام هو الاختصام المذكور في القرآن؛ فإن هذا قد فُسّر، وأما الاختصام الذي في القرآن فقد فسر بعد هذا، وهو قوله تعالى:

﴿إِذْ قَال رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذَا سَوَّيتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إلا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٧٤) قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (٧٥) قَال أَنَا خَيرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (٧٦) قَال فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٧٧) وَإِنَّ عَلَيكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (٧٨) قَال رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٧٩) قَال فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٨٠) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٨١) قَال فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْويَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣) قَال فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٥)

هذه القصة ذكرها اللَّه تعالى في "سورة البقرة"، وفي أول "الأعراف"، وفي "سورة الحجر، وسبحان، والكهف"، وهاهنا، وهي أن اللَّه سبحانه أعلمَ الملائكةَ قبل خلق آدم بأنه سيخلق بشرًا من صلصال من حَمَأ مسنون، وتقدم إليهم بالأمر متى فرغ من خلقه وتسويته فَلْسْجُدوا له إكرامًا وإعظامًا واحترامًا وامتثالًا لأمر اللَّه ﷿. فامتثل الملائكةُ كلهم ذَلكَ سوى إبليس، ولم يكن منهم جنسًا، كان من الجن فخانه طبعه وجبلّته أحوجَ ما كان إليه، فاستنكف [٢] عن السجود لآدم، وخاصم ربه ﷿ فيه، وادعى أنه خير من آدم؛ فإنه مخلوق من نار وآدم خلق من طين، [والنار خير من الطين] [٣] في زعمه. وقد


[١]- في ز: "فارسوها".
[٢]- في ز: "فاستأنف".
[٣]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ، ز.