للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخوف.

وقوال: ﴿ذِي الطَّوْلِ﴾ قال ابن عبَّاس: يعني السعة والغنى. وكذا قال مجاهد وقَتَادة.

وقال يزيد بن الأصم: ﴿ذِي الطَّوْلِ﴾ يعني: الخير الكثير.

وقال عكرمة: ﴿ذِي الطَّوْلِ﴾: ذي المن: وقال قتادة: ذي النعم والفواضل.

والمعنى: أنَّه المتفضل على عباده، المتطول عليهم بما هم فيه [١] من المنَن والإنعام، التي لا يطيقون القيام بشكر واحدة منها، ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ … الآية.

وقوله: ﴿لَا إِلَهَ إلا هُوَ﴾ أي: لا نظير له في جميع صفاته، فلا إله غيره، ولا رب سواه

﴿إِلَيهِ الْمَصِيرُ﴾ أي: إليه المرجع والمآب، فيجازي كل عامل بعمله، ﴿وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ ".

وقال أَبو بكر بن عياش (١٢): سمعت أبا إسحاق السبيعي؛ يقول [٢]: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب؛ فقال: يا أمير المؤمنين؛ إني قَتَلْتُ، فهل لي من توبة؟ فقرأ عليه: ﴿حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ﴾، وقال: اعمل ولا تيأس. رواه ابن أبي حاتم -واللفظ له- وابن جرير.

وقال ابن أبي حاتم (١٣): حدَّثنا أبي، حدَّثنا موسى بن مروان الرَّقِّي، حدَّثنا عمر -يعني ابن أيوب- أخبرنا جعفر بن بَرْقان، عن يزيد بن الأصم؛ قال: كان رجل من أهل الشام ذو بأس، وكان يفد [٣] إلى عمر بن الخطاب، ففقده عمر فقال: ما فعل فلان بن فلان؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين؟ يتابع في هذا الشراب. قال [٤]: "فدعا عمر كاتبه، فقال: اكتب: من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلَّا هو، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلَّا هو إليه المصير. ثم قال لأصحابه: ادعوا الله لأخيكم أن يُقبِلَ بقلبه، وأن [٥] يتوب عليه. فلما بلغ الرجل كتابُ عمر جعل يقرؤه


(١٢) - رواه ابن جرير (٢٤/ ٤١) وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٦٤٥) إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم، وفي إسناده جهالة.
(١٣) - ورواه أَبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٩٧) - ومن طريقه أورده المصنف في "مسند الفاروق" (٢/ ٥١٧) - من طريق كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان به، وقال المصنف في "مسند الفاروق": "إسناده جيد" وفيه انقطاع" يعني: بين يزيد الأصم، وعمر بن الخطاب. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٦٤٥) وزاد عزوه إلى عبد بن حميد.