ويردده، ويقول: غافر الذنب، وقابل التوب، [شديد العقاب][١]، قد حذرني عقوبته، ووعدني أن يغفر لي.
ورواه الحافظ أَبو نعيم من حديث جعفر بن برقان، وزاد: فلم يزل يُرَدِّدها على نفسه، ثم بكى، ثم نَزَع فأحسن النَّزع. فلما بلغ عمرَ خبرُه قال: هكذا فاصنعوا، إذا رأيتم أخاكم زَلَّ زلَّة فسددوه ووفقوه، وادعوا الله له [٢] أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه.
وقال ابن أبي حاتم (١٤): حدثنا عمر بن شَبَّة [٣]، حدَّثنا حمَّاد بن واقد - أَبو عُمَر الصفّار - حدَّثنا ثابت البناني، قال: كنت مع مصعب بن الزبير في سواد الكوفة، فدخلت حائطًا أصلي ركعتين، فافتتحت: حم المؤمن، حتَّى بلغت: ﴿لَا إِلَهَ إلا هُوَ إِلَيهِ الْمَصِيرُ﴾ فإذا رجل خلفي على بغلة شهباء عليه مُقَطَّات يمنية، فقال: إذا قلت: ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ﴾ فقل: "غافر الذنب، اغفر لي ذنبي. وإذا قلتَ [٤]: ﴿قَابِلِ التَّوْبِ﴾، فقل: يا قابل التوب، اقبل توبتي. وإذا قلتَ: ﴿شَدِيدِ الْعِقَابِ﴾، فقل: يا شديد العقاب، لا تعاقبني. قال: فالتفت فلم أر أحدًا، فخرجت إلى الباب فقلت: مَرَّ بكم رجل عليه مقطعات يمنية؟ قالوا: ما رأينا أحدًا. فكانوا [٥] يُروَن أنَّه إلياس.
ثم رواه من طريق أخرى عن ثابت بنحوه. وليس فيه ذكر إلياس.
يقول تعالى: ما يدفع الحق ويجادل فيه بعد البيان وظهور البرهان ﴿إلا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ أي: الجاحدون لآيات الله وحججه وبراهينه، ﴿فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ﴾ أي: في
(١٤) - إسناده ضعيف، لضعف حمَّاد بن واقد، وزاد نسبته السيوطي في الدر (٢/ ٦٤٦) إلى ابن أبي شيبة.