للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان سفيان الثوري يقول: يا مَنْ أحبُّ عباده إليه مَنْ سأله كبر سؤاله، ويا مَنْ أبغض عباده إليه مَن لم يسأله، وليس كذلك غيرك يارب. رواه ابن أبي حاتم.

وفي هذا المعنى يقول الشاعر:

الله يغْضبُ أنْ تركْتَ سُؤَالهُ … وَبُنيُّ آدَمَ حِينَ يُسألُ يَغْضبُ!

وقال قتادة: قال كعب الأحبار: أعطيت هذه الأمة ثلاثًا لم تُعطهُنّ [١] أمة قبلهم إلا نبي: كان إذا أرسل الله نبيًّا قيل له: أنت شاهد على أمتك، وجعلتكم شهداء على الناس. وكان يقال له: ليس عليك في الدين من حرج. وقال لهذه الأمة: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج﴾. وكان يقال له: ادعني أستجب لك، وقال لهذه الأمة: ﴿ادعوني استجب لكم﴾. رواه ابن أبي حاتم.

وقال الإمام الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده (٥١)، حدثنا أبو إبراهيم الترجماني، حدثنا صالح المُري [٢]؛ قال: سمعت الحسن يحدّث عن أنس بن مالك ، عن النبي ، فيما يروي عن ربه ﷿ قال: "أربع خصال، واحدة منهن لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي؛ فأما التي لي فتعبددي لا تشرك بي شيئًا وأما التي لك عليّ فما عملتَ من خير جزيتُك به، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعليّ الإِجابة، وأما التي بينك وبين عبادي فارضَ لهم ما ترضى لنفسك".

وقال الإمام أحمد (٥٢): حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن ذَرّ، عن يُسيع الكنْدي، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله : "إن الدعاء هو العبادة"، ثم قرأ: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.


(٥١) - مسند أبي يعلى (٥/ ٢٧٥٧) ومن طريقه ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٣٦٨، ٣٦٩) - ورواه البزار (١ / رقم ١٩) من طريق صالح المرى به وقال: "تفرد به صالح المرى" وهو ضعيف واستنكره له ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٣٨٠) وقال: "لا أعرف يرويه عن الحسن غير صالح" وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (١/ ٥٦)، فقال: "رواه أبو يعلى والبزار، وفي إسناده صالح المرى وهو ضعيف - وتدليس الحسن".
(٥٢) -" المسند" (٤/ ٢٧١) ورواه أيضًا (٤/ ٢٦٧، ٢٧١، ٢٧٦)، والترمذي (٢٩٦٩، ٣٢٤٧)، ٣٣٧٢)، والنسائي في "التفسير" من "الكبرى" (٦/ ١١٤٦٤) وابن ماجه (٣٨٢٨)، وابن جرير (٢٤/ ٧٨) من طرق عن الأعمش به ورواه أحمد (٤/ ٣٧٦) ورواه أبو داود (١٤٧٩)، والترمذي (٢٩٦٩) والنسائي (٦/ ١١٦٤) وابن جرير (٢٤/ ٧٩)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٧١٤) والحاكم=