للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحافظ أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي (٥٥): حدثنا همام، حدثنا إبراهيم بن الحسن، حدثنا نائل بن نجيح، حدثني عائذ بن حبيب، عن محمد بن سعيد؛ قال: لما مات محمد بن مسلمة الأنصاري، وجدنا في ذؤابة سيفه كتابًا: بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله يقول: "إن لربكم في بقية دهركم نفحات، فتعرضوا له، لعل دعوة أن تُوافق رحمة فيسعد بها [١] صاحبها سعادة لا يخسر بعدها أبدًا".

وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾ أي: عن دعائي وتوحيدي، ﴿سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ أي: صاغرين حقيرين [٢]، كما قال الا مام أحمد (٥٦):

حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عَجلان، حدثني عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي ؛ قال: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرّ، في صُوَر


= المزي في "تهذيب الكمال" (٣٣ / ت ٧٤٣٨) والبيهقي في "الشعب" (٢/ ١٠٩٩) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد. كلاهما (حاتم وأبو عاصم) نا به وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي صالح إلا أبو المليح" وهو ثقة روى عنه جمع من الثقات، ووثقه ابن معين وابن حبان واعتمد توثيقه الحافظ في التقريب" لكن شيخه ضعفه ابن معين، وقال أبو زرعة: "لا بأس له" وتوسط ابن حجر فلينه وقد استنكر له ابن عدي هذا الحديث في "الكامل" ومع هذا فقد قال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد، فإن أبا صالح الخوزي، وأبا المليح الفارسي لم يذكرا بالجرح، وإنما هما في عداد المجهولين لقلة الحديث"!! وهذا عجيب، فإن أبا المليح تقدم توثيقه، والخوزي الراجح ضعفه، لكن للحديث شواهد -تقدم فها حديث ابن مسعود (رقم ٣٥٧ / في سورة النساء) وشاهدًا آخر من حديث أنس عند الطبراني في "الدعاء" (رقم ٢٤) لكن إسناده ضعيف، كما يشهد له حديث النعمان بن بشير المتقدم آنفًا، ولذلك رقم به أبو عبد الرحمن الألباني (حديث / ٢٦٥٤) من "الصحيحة" فراجعها إن شئت، وبالله التوفيق.
(٥٥) - في كتابه "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" (ص ٤٩٧ / رقم ٦١٥) ونائل ضعيف، والراوي عن محمد بن مسلمة لم أجد له ترجمة. وقد رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٩/ ٥٢١٩) وفي الأوسط" (٣/ ٢٨٥٦)، (٦/ ٦٢٤٣) من طريق أحمد بن عبدة الضبي نا الحسن بن صالح بن أبي الأسود، نا عمي منصور بن أبي الأسود، قال: حدثني شيخ يكنى أبو محمد حدثني شيخ يقال له: المهاجر عن محمد بن مسلمة له. وقال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن محمد بن مسلمة إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به أحمد بن عبدة" وهو ثقة إمام، لكن شيخه زائغ حائد عن الحق، كما قال الأزدي -راجع "الميزان" و اللسان"- والإسناد فيه جهالة، فهو مظلم من جهات متعددة، وذكره الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٣٤) وقال: "رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" بنحوه، وفيه من لم أعرفهم، ومن عرفتهم فقد وثقوا" لكن للحديث شاهدان من حديث أنس وأبي هريرة وبهما رقم أبو عبد الرحمن الألباني الحديث في "الصحيحة" (٤/ ١٨٩٠).
(٥٦) - تقدم تخريجه (سورة البقرة / آية ٨٩).