الناس، يعلوهم كلّ شيء من الصغار، حتى يدخلوا سجنًا في جهنم يقال له: بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من طينة الحبال: عصاوة أهل النار".
وقال ابن أبي حاتم (٥٧): حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أبو بكر بن محمد بن يزيد بن خُنيس، سمعت أبي يحدث عن وُهيب بن الورد، حدثني رجل؛ قال: كنت أسير ذات يوم في أرض الروم، فسمعت هاتفًا من فوق رأس جبل وهو يقول: يارب؛ عجبتُ لمن عرفك كيف يرجو أحدًا غيرك! يارب؛ عجبت لمن عرفك كيف يطلبُ حوائجه إلي أحد غيرك؛ قال: ثم ذهبت، ثم جاءت الطامةُ الكبرى، قال: ثم عاد الثانية فقال: يارب؛ عجبت لمن عرفك كيف يتعرض لشيء من سخطك برضى [١] غيركَ. قال وَهيب: وهذه الطامة الكبرى. قال: فناديتُه: أجنيّ أنت أم إنسي؟ قال: بل إنسي، اشغلْ نفسك بما يَعْنيك عما لا يَعْنيك.
يقول تعالى ممتنًّا علي خلقه، بما جعل لهم من الليل الذي يسكنون فيه، ويستريحون من حركات ترددهم في المعايش بالنهار، وجعل النهار ﴿مُبْصِرًا﴾، أي: مضيئًا، ليتصرفوا فيه بالأسفار، وقطع الأقطار، والتمكن من الصناعات، ﴿إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ أي: لا يقومون بشكر نعم الله عليهم.
(٥٧) - رجاله ثقات معروفون حاشا: "أبا بكر بن محمد" فلم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقد أشار له المزى في ترجمة "أبيه" من"التهذيب".