للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾، قال الله تعالى: ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾، أي، فلم يقبل الله منه؛ لأنه قد استجاب لنبيه موسى دعاءه عليه حين قال: ﴿وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾، وهاهنا قال: ﴿فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ﴾ أي: هذا حكم الله في جميع مَن تاب عند معاينة العذاب: أنه لا يقبل. ولهذا جاء في الحديث: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغِرْ" (٦٢)، أي: فإذا غرغر وبلغت الروح الحنجرة، وعاين الملَكَ، فلا توبة حينئذ؛ ولهذا قال: ﴿وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ﴾.

آخر تفسير سورة المؤمن [١]، ولله الحمد والمنة.

* * *


(٦٢) - تقدم تخريجه في سورة النساء، آية (١٧).