للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غرائب الصحيح، وقد عَلَّله البخاري في التاريخ فقال: رواه بعضهم عن أبي هريرة، عن كعب الأحبار، وهو أصح [١] (١٠).


(١٠) - هذا الحديث أخرجه أحمد ٢/ ٣٢٧، ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم من صحيحه، باب: ابتداء الخلق، وخلق آدم (٢٧٨٩)، والنسائي في الكبرى (١١٠١٠)، وأبو يعلى (١٠/ ٥١٣، ٥١٤)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٨١٢) وغيرهم من طريق ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة به.
قال المصنف في البداية والنهاية (١/ ١٨): وقد تكلم في هذا الحديث علي بن المديني والبخاري والبيهقي وغيرهم من الحفاظ ا هـ.
قلت: حاصل هذا الكلام أن ابن المديني يري أن إسماعيل بن أمية لم يأخذ هذا الحديث عن شيخه أيوب بن خالد مباشرة، ولكن بينهما إبراهيم بن أبي يحيي، وهو متروك، وقد أجاب البيهقي عن هذا الكلام بقوله: وقد تابع إسماعيل بن أمية موسى بن عبيدة الربذي عن أيوب بن خالد، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف، وروي عن بكر بن الشرود عن إبراهيم بن أبي يحيي عن صفوان بن سليم عن أيوب بن خالد به، وإسناده ضعيف والله أعلم. ا هـ. قال الشيخ الألباني ردًّا علي كلام ابن المديني: هذه دعوي عارية عن الدليل، إلا مجرد الرأي، وبمثله لا ترد رواية إسماعيل بن أمية، فإنه ثقة ثبت ا هـ. الصحيحة (١٨٣٣).
أما البخاري فيرى أن هذا الحديث من مسند كعب الأحبار حيث قال في التاريخ (١/ ٤١٣)، وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب وهو أصح. ا هـ. قال الشيخ المعلمي في كتابه "الأنوار الكاشفة" ردًّا علي كلام البخاري هذا: لم يرتض البخاري قول شيخه ابن المديني، وأعل الخبر بأمر آخر. . ومؤدي صنيعه أن يحدس أن أيوب أخطأ وهذا الحدس مبني علي ثلاثة أمور: الأول استنكار الخبر لما مر. الثاني: أن أيوب ليس بالقوي، وهو مقل لم خرج له مسلم إلا هذا الحدث كما يُعلم من الجمع بين رجال الصحيحين، وتكلم فيه الأزدي ولم ينقل توثيقه عن أحد من الأئمة إلا ابن حبان ذكره في الثقات، وشرط ابن حبان في التوثيق فيه تسامح معروف. الثالث: الرواية التي أشار إليها بقوله: "وقال بعضهم" وليته ذكر سندها ومتنها فقد تكون ضعيفة في نفسها وإنما قويت عنده للأمرين الآخرين. ويدل علي ضعفها أن المحفوظ عن كعب وعبد الله بن سلام ووهب بن منبه ومن يأخذ عنهم أن ابتداء الخلق كان يوم الأحد، وهو قول أهل الكتاب المذكور في كتبهم وعليه بنوا قولهم في السبت. انظر الأسماء والصفات ص ٢٧٢، ص ٢٧٥ وأوائل تاريخ ابن جرير، وفي الدر المنثور (٣/ ٩١): "أخرجه ابن أبي شيبة عن كعب قال: بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة وجعل كل يوم ألف سنة" وأسنده ابن جرير في أوائل التاريخ ١/ ٢٢ ط - الحسينية" واقتصر علي أوله. فهذا يدفع أن يكون ما في الحديث من قول كعب. ا هـ المعلمي الأنوار الكاشفة ص ١٨٩ - ١٩٠ وقال الشيخ الألباني ردًّا علي كلام البخاري: وهذا كسابقه فمن هذا البعض؟ وما حاله في الضبط والحفظ حتى يُرجح علي رواية عبد الله بن رافع؟ وقد وثقه النسائي وابن حبان، واحتج به مسلم وروي عنه جمع، ويكفي في صحة الحديث أن ابن معين رواه ولم يعله بشيء! ا هـ هذا وقد استظهر المصنف في البداية والنهاية (١/ ١٨ - ١٩) قول الإمام البخاري فراجع كلامه هناك. ولابن جريج في هذا الحديث إسناد آخر. =