للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن جرير (٨): حدثنا هَنّاد بن السري، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي سعد [١]- البقال، عن عكرمة، عن ابن عباس- قال هَنَّاد: قرأت سائر الحديث- أن اليهود أتت النبي فسألته عن خلق السماوات والأرض، فقال: "خلق الله الأرض يوم [٢] الأحد ويوم الاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب، فهذه أربعة، ﴿قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَينِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (١٠)﴾: لمن سأل. قال: "وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلي ثلاث ساعات بقيت منه، [فخلق في أول ساعة من هذه الثلاثة الأجال، حين يموت من مات] [٣]، وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس، وفي الثالثة آدم، وأسكنه الجنة، وأمر إبليس بالسجود له، وأخرجه منها في أخر ساعة". ثم قالت اليهود: ثم ماذا يا محمد؟ قال: "ثم استوى علي العرش". قالوا: قد أصبت لو أتممت! قالوا: ثم استراح. فغضب النبي غضبًا شديدًا، فنزل: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ﴾ (٩).

هذا الحديث فيه غرابة.

فأما حديث ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله بيدي فقال: "خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدوابّ يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر الخَلْق في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى [٤] الليل". فقد [٥]، رواه مسلم والنسائي في كتابيهما، من حديث ابن جريج، به. وهو من


(٨) - في تفسيره ٢٤/ ٩٥.
(٩) - إسناده ضعيف؛ لضعف أبي سعد البقال، قاله الحافظ في الفتح ٨/ ٥٥٨، والحديث أخرجه عبد الرزاق -كما في الفتح (٨/ ٥٥٨)، والحاكم في المستدرك ٢/ ٥٤٣ من طريق أبي سعد البقال به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسنناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي قائلًا: أبو سعد البقال، قال ابن معين: "لا يكتب حديثه".